اليونان ليست «ليمان براذرز» والاتحاد الأوروبي يهرع إلى إنقاذها
«بلاك روك» زادت موجوداتها من السندات اليونانية لأن أوروبا لن تسمح لأثينا بالتخلف عن أداء التزاماتها
أسهم الأسواق الناشئة تفوقت على أسهم الدول المتقدمة بحوالي 10 نقاط مئوية سنويا خلال العقد الماضي، غير أن العوائد منذ عام 1975 تظهر أنها كانت أقل ربحا من وجهة نظر استثمارية.
قال تقرير لوكالة بلومبيرغ الإخبارية إن شركة بلاك روك، وهي أضخم مؤسسة لإدارة الأصول في العالم، عمدت الى زيادة موجوداتها من السندات اليونانية في رهان على أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لأثينا بالتخلف عن أداء التزاماتها، في وقت قرر فيه رئيس الوزراء جورج باباندريو خفض أكبر عجز في مجموعة الاتحاد الأوروبي.وأشارت "بلاك روك" إلى أن اليونان ليست مثل بنك ليمان براذرز، وبالتالي ليس ثمة مخاوف من حدوث انهيار مماثل لم أصاب البنك الذي أعلن إفلاسه في شهر سبتمبر من عام 2008.من جهة اخرى، قالت "بلومبيرغ" إن المستثمرين قاموا بسحب أكبر مبالغ من صناديق أسهم الأسواق الناشئة في 19 شهرا نتيجة تفاقم أزمة الديون اليونانية.وقد بلغ مجموع المبالغ التي تم سحبها من صناديق أسهم الأسواق الناشئة 2.9 مليار دولار حتى الأسبوع المنتهي في 10 فبراير، وهو أعلى رقم تصل اليه منذ شهر يوليو من عام 2008.وكان قادة الاتحاد الأوروبي طالبوا في قمة بروكسل حكومة أثينا باتخاذ خطوات من أجل السيطرة على أضخم عجز في ميزانية الاتحاد.يذكر أن مؤشر مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة هبط بمعدل 6.5 في المئة هذه السنة، وسط مخاوف من تعثر جهود اليونان والبرتغال واسبانيا لتسديد ديونها المتفاقمة، ويقابل ذلك ما نسبته 4.9 في المئة من الانخفاض في مؤشر مورغان ستانلي العالمي للأسواق المتقدمة.وحسب تقرير صدر عن اليروي ديمسون وبول مارش ومايك ستونتن من كلية لندن الاقتصادية فإن أسهم الأسواق الناشئة تفوقت على أسهم الدول المتقدمة بحوالي 10 نقاط مئوية سنويا خلال العقد الماضي، غير أن العوائد منذ عام 1975 تظهر أنها كانت أقل ربحا من وجهة نظر استثمارية.ويقول التقرير المذكور إن أسهم الأسواق الناشئة قد تتفوق على أداء الأسواق المتقدمة بحوالي 1.5 في المئة سنويا في الآجال الطويلة.يشار الى أن المعلق الاقتصادي في صحيفة نيويورك تايمز، ستيفن كاسل، قال أمس إن القادة الأوروبيين حاولوا إقناع المستثمرين القلقين في سوق السندات بأنهم لن يسمحوا لليونان بالتخلف عن أداء ديونها. وحسب أحد الدبلوماسيين المشاركين في مفاوضات بروكسل الأخيرة "فقد تم تجاوز نقطة اللارجوع، وعلينا اليوم القيام بعمل ما أو إعلان شيء ما".منجزات القمةوقال إن بعض المسؤولين الأوروبيين ذكروا أن اجتماع قمة بروكسل قد يحقق أكثر من مجرد تسوية سياسية، مع ترك التفاصيل لوزراء المالية للقيام بهذه المهمة، وقد شدد المسؤولون في المانيا على أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأن هذه المسألة، ولكن ثمة إجماعا على ضرورة قيام برلين وباريس بدور قيادي من أجل حل أزمة الديون التي تواجه اليورو، وقد يمثل هذا أحد أكثر المطالب إلحاحا في الوقت الراهن.ويرى تحليل المعلق ان واحدة من المشاكل الرئيسية التي واجهت قادة قمة بروكسل تمثلت في توقعات المستثمرين الذين يتطلعون الى إصدار القمة لمجموعة من الإجراءات الواسعة والبعيدة المدى، ويقول سيمون تيلفورد، وهو أحد كبار الاقتصاديين في المركز الأوروبي للإصلاح، إن القادة إذا شجعوا الأسواق على الاعتقاد بأن الدعم سيتم ثم لم يتحقق ذلك فإنهم سوف يواجهون ردة فعل قاسية.وعلى الرغم من أن تيلفورد قال إن الأسواق ستتمنى بشكل مثالي رؤية نوع من الضمانات تقدم الى القروض اليونانية فإن ذلك قد يكون مطلبا كبيرا بالنسبة الى برلين، والنتيجة الأكثر احتمالا تتمثل في تقديم تسهيلات قروض شريطة قيام حكومة أثينا بإصلاحات داخلية، وسوف ينسحب ذلك أيضا على دول اخرى تواجه مجموعة مماثلة من المشاكل. وحسب اللجنة الأوروبية فإنها تتمتع بسلطة اتخاذ إجراء ضد الدول التي تنقض التزاماتها الاقتصادية.كيفية تقديم المساعداتوأشار التحليل الى قول مدير معهد بروغل للأبحاث في العاصمة البلجيكية جان بيساني فيري إلى أن من الأهمية بمكان وضع قواعد أساسية، بحيث تتفهم الأسواق طريقة تقديم المساعدات، مضيفا انه يتوقع أن يشتمل ذلك على نوعية المساعدات والدوافع الداعية لها والجهات التي سوف تقدمها.