المال الطاهر

نشر في 25-09-2009
آخر تحديث 25-09-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: لماذا لا يفكر الاتحاد العام لعمال الكويت أو بلدية الكويت أو حتى شركات النظافة في تكريم عامل نظافة كل عام، ليكون دافعاً للاجتهاد في مثل هذه المهنة المهمة؟

***

حركة المال الخيري في الكويت لها زخم وقوة، استنادا إلى حجم تلك الأموال التي يقف وراءها أكثر من 124 جمعية خيرية معظمها ذات رسالة دينية بحتة، تجمع عشرات الملايين من الدنانير سنوياً، وفي هذا يؤكد مدير إدارة الجمعيات والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حديث منشور أنها وصلت إلى 64 مليون دينار في العام.

وللعمل الخيري الكويتي بصمات واضحة في الداخل والخارج، لكن الصورة الناصعة لا تخلو من منغصات، إذ لاتزال المعلومات غير متوافرة للعامة من الناس بشأن حجم التدفقات المالية في الخارج والداخل، كما أنه لاتزال بعض الجمعيات لا تخضع إلى تدقيق لحساباتها باعتراف الوزارة المعنية، ولاتزال المخالفات تتكرر سنوياً، خصوصاً في رمضان من قبل الجمعيات نفسها بما يعني عدم قدرتها على تطوير ذاتها إداريا، ولا يعرف عامة الناس كيف تدار أموالهم، خصوصاً تلك التي تذهب إلى الخارج؟ ومَن يقوم عليها؟ وإلى أين ينتهي بها المطاف؟ المعنى مما سبق هو غياب المعلومة الذي هو نتاج كسل الجمعيات في جعل العمل الخيري أكثر تنظيماً وشفافية مع الأموال التي يبذلها الناس في صناديقهم وحساباتهم لأغراض دينية أو إنسانية.

المخالفات والاختلاسات تتكرر بشكل مستمر، وتبعات ذلك تضر بمصلحة الدولة في مواجهة قرارات دولية لمكافحة الإرهاب وغسل الأموال، كما تضر بمقدار الثقة التي يوليها عامة الناس بهذه المؤسسات... وعندما نقول عامة الناس، فإننا نعني العجوز والمسن والشاب والمرأة وكل فئات المجتمع ممَن يدفعهم شعورهم الإنساني والديني إلى التبرع.

قرأنا عن نية حكومية إلحاق تبعة الرقابة على الأموال الخيرية إلى ديوان المحاسبة لضمان رقابة مهنية ودقيقة على الملايين من الدنانير التي يدفعها العامة برضا نفس إلى جمعيات تنقصها المهنية في إدارة الأموال، وهي خطوة نتمنى أن ترى النور، وألا تمارس تلك الجمعيات أي ضغوط باتجاه تأخيرها أو عرقلتها، وإن كانت حجة هذه الجمعيات أن الرقابة تكبل حركتها كما حصل بعد جريمة 11 سبتمبر 2001، إذ كانت الرقابة دولية، فإن ديوان المحاسبة مؤسسة وطنية يشهد لها الجميع بيقظتها وتنبيهها للخلل في إدارة المال العام لأن أسس عملها مهنية بحتة وستعود رقابتها بالنفع على الجمعيات الخيرية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top