رصد تقرير حقوقي وقوع 16 حادثاً للعنف الطائفي في مصر خلال الربع الأخير من عام 2009، منها 12 حادثاً ضد الأقباط وواحد ضد البهائيين واثنان ضد الشيعة، واحد ضد "القرآنيين"، لافتاً إلى استمرار الاعتداءات الطائفية أو الانتهاكات الأمنية المرتبطة بقيام المسيحيين بإقامة شعائرهم الدينية داخل مبانٍ خاصة، أو الاشتباه في نيتهم تحويل مبانٍ قائمة أو تحت الإنشاء إلى كنائس.

Ad

وقال التقرير، الصادر أمس عن "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، إن الفترة من سبتمبر حتى ديسمبر من العام الماضي، شهدت استمرار المشكلات القانونية الناتجة عن التحول الديني من الإسلام إلى المسيحية، إذ تضمنت الفترة حكمين جنائيين منفصلين بسجن سيدتين بتهم تتعلق بتزوير أوراق تثبت تحولهما إلى المسيحية.

ولفت التقرير إلى أن 5 حوادث من بين الحوادث ضد الأقباط كانت بسبب بناء الكنائس والأماكن التي يؤدي فيها الأقباط شعائرهم، بينما "كانت هناك 3 حوادث بسبب الجنس بين مسلمين وأقباط و4 حوادث أخرى بسبب مشاجرات بين الجانبين لأسباب مختلفة منها تشغيل إذاعة القرآن الكريم بصوت عالٍ من قبل أحد المسلمين".

وذكر التقرير أن الأقباط قاموا في إحدى المرات بالتظاهر أمام المقر البابوي لمطالبة البابا شنودة بالضغط على المسؤولين في الحكومة للموافقة على إحلال وتجديد إحدى الكنائس في الصعيد.

ولفت إلى أن مطرانية ملوي شهدت "صوماً انقطاعياً" وصلوات يومية مدة ثلاثة أيام، وذلك "لطلب التدخل الإلهي في حل بعض المشاكل مع الجهات الحكومية والمتعلقة ببناء أو ترميم الكنائس".

وقال التقرير، إن قوات الأمن قامت بالقبض على مواطن بتهمة إقامة صلوات مسيحية في منزله بقرية دير سمالوط بالمنيا (240 كم جنوب القاهرة) ووضع حراسة على مبنى خاص في قرية "دناصور" في المنوفية بسبب الاشتباه في إقامة الأقباط الصلوات داخله، فضلاً عن مشكلات تتعلق بالحصول على تراخيص لإقامة كنائس جديدة أو ترميم كنائس قائمة في كل من مركز أبوتشت بقنا ومركزي مغاغة والعدوة بالمنيا.

وأشار التقرير إلى أن مدينة ديروط (300 كم جنوب القاهرة) شهدت إحدى أوسع عمليات العنف، إذ استهدفت ثلاث كنائس ومبنى مطرانية الأقباط وممتلكات لمسيحيين من بينها صيدليات ومحال تجارية وسيارات ومنازل، وذلك على خلفية صدور أمر قضائي بتجديد حبس أربعة مسلمين احتياطياً بتهمة قتل القبطي فاروق هنري (61 سنة)، الذي لقي مصرعه بعد أن انتشر في المدينة مقطع فيديو منسوباً إلى نجله أثناء إقامته علاقة جنسية مع فتاة مسلمة من أقارب المتهمين الأربعة.

وشهدت أيضاً مدينة فرشوط (850 كم جنوب القاهرة) حدثاً طائفياً معقداً، على خلفية قيام شاب قبطي بهتك عرض فتاة مسلمة إذ اندلع العديد من أعمال العنف، وهو ما دفع قوات الأمن إلى إخلاء 15 أسرة مسيحية من القرية محل إقامة المتهم بالاغتصاب، إذ طالبتهم بالمغادرة فوراً خوفاً على حياتهم. لافتاً إلى أن بعض أفراد هذه الأسر توجه إلى دير الأنبا بضابا بنجع حمادي للمبيت فيه.

ولفت التقرير إلى منع أحد "القرآنيين" واثنين من الشيعة من السفر فضلاً عن تهجير عدد من الأسر البهائية من منازلهم بسبب أحداث عنف ضدهم في صعيد مصر.