المنتدى العربي - التركي يتوج تحوّل تركيا نحو الشرق ويرسي دعائم تحالف سياسي بلون اقتصادي

نشر في 11-06-2010 | 00:01
آخر تحديث 11-06-2010 | 00:01
• أردوغان: لا يجوز للتركي أن يعيش من دون العربي

• موسى: آن الأوان لتغيير المناخ العام في المنطقة
جاء انعقاد المنتدى التركي-العربي هذا العام، بعد أيام من الهجوم الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية"، وفي ذروة انقلاب أنقرة على سياساتها الخارجية السابقة وانفتاحها على الدول العربية على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وتوجت الكلمات التي أُلقيت في المؤتمر هذا التطور المستجد في العلاقات العربية-التركية، إذ دعا جميع المتحدثين إلى تعزيز هذا التعاون المبني على التاريخ والجغرافيا، كما على المصلحة المشتركة بين الطرفين.   

"لا يجوز للتركي أن يعيش من دون العربي، ومن يقول ذلك مجنون، وبالنسبة إلى العربي التركي هو بمنزلة عينه ويده اليمنى"، بتلك الكلمات افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الدورة الثالثة للمنتدى العربي-التركي والدورة الخامسة لمنتدى الاقتصاد والأعمال بين الجانبين، والذي شهد حضورا عربيا رسميا كثيفا، وبدا وكأنه تظاهرة عربية لتأييد تركيا في مواجهتها مع إسرائيل، على خلفية اعتداء الأخيرة على أسطول "الحرية" الذي استهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

واصطبغ المنتدى الذي يُفترض أنه اقتصادي بالدرجة الأولى بصبغة سياسية واضحة، وتحول إلى ميدان لبحث العلاقات العربية-التركية في شتى المجالات، وطرح العديد من الملفات التي تحظى باهتمام الجانبين، لاسيما الموقف من القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني.

من الصراع إلى التعاون

ورغم تأكيد أردوغان على أهمية العلاقات العربية-التركية، فإنه حرص في الوقت ذاته على التأكيد أن تعزيز تركيا علاقاتها مع الدول العربية لن يكون على حساب علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي، ولن تؤدي إلى اقتلاعها من الغرب، مشددا على أن بلاده منفتحة على دول العالم.

وقال أردوغان إن تركيا وحكومته لا تجريان وراء دور في الشرق الأوسط، بل إن تحركها في القضية الفلسطينية وموضوع رفع الحصار عن غزة يأتي لأن تركيا تؤمن بأن الممارسات الإسرائيلية والأزمات تلحق الضرر بالمنطقة كلها.

تعميق العلاقات

من جهته، أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أهمية تعميق العلاقات العربية-التركية وضرورة تطويرها.

وأشار إلى أهمية انعقاد المنتدى العربي-التركي من أجل المزيد من التنسيق السياسي وزيادة أطر التفاهم بين العرب وتركيا.

وشدد الحريري على أن الدول العربية بما تتمتع به من موارد وإمكانات، وبالتعاون مع الجانب التركي، يمكن أن تؤسس لشراكة حقيقية وتكامل مع الجانب التركي يمكن أن يؤتي ثماره بشكل فاعل على المدى المتوسط.

لا حساسيات

وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال كلمته في افتتاح المنتدى، أنه لا أساس حقيقيا لأي حساسيات تعوق التعاون العربي-التركي، مؤكدا أنه آن الأوان لتغيير المناخ العام في المنطقة، الذي أدى إلى الهزائم والاضطراب.

وأضاف أنه يجب أن نبادر بتقديم المبادرات، معربا عن الترحيب بدور تركيا، مثلما ترحب تركيا بدور الدول العربية، محددا أهم مجالات التعاون في ثلاث نقاط تحظى بأهمية خاصة، القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، والتقدم والرفاهية.

مجرى التاريخ

من جانبه، شدد أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا خلال كلمته على أن مجرى التاريخ يعود مرة أخرى، وأن الجدران الاقتصادية تنهار، وكذلك فإن الجدران السياسية في طريقها إلى الانهيار، إذ بدأنا إزالتها وخلقنا فكرا جديا، مشيرا إلى أن بلاده تنشئ تاريخا جديدا حتى تصل إلى أهم المحاور الاستراتيجية في العالم الذي يمتد من موريتانيا إلى المغرب وجنوب السودان إلى الأكوادور ومن مضيق إسطنبول إلى عدن.

وقال إن السياسة الخارجية التركية تستهدف تحويل المنطقة إلى حوض مشترك، مشيرا إلى أن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة "سرت" الليبية، التي أعلن فيها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية عن مبادرته بشأن إقامة منطقة الجوار العربي، قد لاقت ترحيبا كبيرا لدى تركيا، معربا عن أمله في تحويل المنطقة إلى منطقة آمنة، وأن أهم شيء لتحقيق ذلك هو القضية الفلسطينية، فبدون تحرير فلسطين لن يتم تحقيق الأمن الحقيقي في المنطقة.

back to top