هناك أحداث لا يمكن أن تمر دون أن يعبر عنها الكاتب احتراماً لذاته أولاً ولقرائه ثانياً، وكذلك لا يمكن إلا أن تسمح الصحيفة بنشرها احتراما لقرائها ومكانتها... ومن هذه الأحداث ما حدث منذ يومين من اعتقال لمجموعة من المصريين اتفقوا على التلاقي للنظر في أسلوب تأييدهم للدكتور البرادعي- إذا رشح نفسه للرئاسة- وبعد الاعتقال تم ترحيلهم إلى مصر.

Ad

هذا هو الحدث وبعده توالت التصريحات من كل حدب وصوب لتلقي مزيدا من الإثارة حول حقيقية ما حدث.

والحدث يطرح مجموعات من الأسئلة:

أولاً: هل التجمع والتظاهر ممنوع بحكم القانون داخل الكويت؟ نعم.

هل حدث الكثير من التظاهرات بل الإضرابات من قبل؟ نعم.

هل يقوم بهذه التظاهرات وافدون؟ نعم.

هل قام المجتمعون بإتلاف ممتلكات عامة أو التعدي على رجال الأمن؟ لا.

هل تم ترحيل جميع المشاركين في التظاهرات السابقة؟ لا.

مما سبق يفرض سؤال نفسه: لماذا تمت التفرقة في التعامل بين المتظاهرين في أحداث سابقة والمجتمعين لنصرة البرادعي؟

ثانياً: ألا يعتبر الرئيس مبارك- أساساً- ورغم توليه الرئاسة مواطناً مصرياً؟ بلى.

ألا يعتبر د.البرادعي- رغم منصبه الدولي- مواطناً مصرياً؟ بلى.

ألم يشعر المصريون جميعاً بالفخر يوم قام الرئيس مبارك بحرب أكتوبر؟ بلى.

ألم يشعر المصريون جميعاً بالفخر يوم نال د. البرادعي جائزة «نوبل»؟ بلى.

ويكون السؤال: هل يعتبر تأييد د.البرادعي إساءة للرئيس مبارك؟

ثالثاً: هل واجب القنصلية المصرية حماية المصريين والمحافظة على كرامتهم؟ نعم.

هل قامت القنصلية بالدفاع عن المصريين في أحداث سابقة؟ نعم.

هل وقفت القنصلية بجانب المصريين في هذا الحادث؟ لا.

ويكون السؤال: هل تقبل القنصلية أن يجتمع المصريون بداخلها لمناقشة تأييد البرادعي؟

بالنظر إلى الأسئلة السابقة، ومع تأكيد أن تأييد شخص- أي شخص- لا يمكن اعتباره إساءة لشخص آخر، ومع الإيمان الكامل بأن إجماع الناس كلهم على شخص واحد هو ضرب من المستحيل، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال، وليس هناك من هو أفضل منه. وبالنظر إلى كل ذلك يمكن باختصار وضع التوصيف الدقيق لما حدث بأنه «مجاملة من الحكومة الكويتية للرئيس مبارك» ليس أكثر ولا أقل.

إذا كان التوصيف صحيحا يكون السؤال: هل النظام في مصر في حاجة إلى هذه المجاملة؟! أليس هو من طلبها أم لا؟!

وهنا لا تنفع التخمينات والظنون والاعتقادات بل يجب أن يكون الحديث مسؤولا وصريحا وواضحا، ومن الضروري في هذه الحالة صدور بيان رسمي صريح وواضح من الجانبين: وزارة الخارجية المصرية والحكومة الكويتية لتوضيح المواقف وبيان المجهول.

وفي النهاية يقول الله سبحانه وتعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».(المائدة- 8).

وكما قال الشاعر:

تنام عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

***

التزاما بعهدي مع نفسي والقراء ومنعا لإحراج أحد سيتم استبدال بعض الكلمات بنقاط.

نعم للـ....... وتعديل الدستور- لا للفساد والاستغلال والـ.......