اعتصام للمطالبة بحقوق الجنس الثالث!
وصلني تعليق مميز ومهم من أحد القراء، فرأيت أنه مرتبط كثيراً بما كنت طرحته في مقالي السابق، وسيكون مفيداً لو أشركتكم بالاطلاع عليه، ولكن قبل ذلك، من المهم أيضاً أن أذكّر بأني حين كتبت مقال «حقيقة البدون... وحقيقة الشيعة» لم أكن أجزم بأن مَن ظهروا في تسجيل «اليوتيوب» هم من البدون، إنما كانت فكرتي بأنه حتى لو فرضنا أنهم كذلك، فإن ذلك لا يعني أنهم يمثلون كل أطياف البدون. أنبه إلى هذا لأن هناك احتمالاً منطقياً وموضوعياً بأن هؤلاء قد لا يكونون من البدون أصلاً، إنما من الوافدين الذين يحملون إقامات صالحة للوجود في الكويت، وما أكثر مَن هم على هذه الشاكلة ممن يمكن أن يأتوا بنفس الأقوال والتصرفات التي ظهرت في تسجيل الفيديو.
أما الرسالة التي وصلتني فهي تقول، مع بعض التصرف غير المخل بعموم المحتوى:(قرأت اليوم مقالك في جريدة «الجريدة» والذي كان بعنوان «حقيقة البدون... وحقيقة الشيعة» وقد أعجبني جداً السرد الموضوعي الذي تفضلت به في هذه المقالة، وأحببت أن أنقل لك شيئاً مقارباً لما ذكرت، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة إحدى الرسائل الإلكترونية المعنونة بعدة عناوين منها: مطالب الكويتيين الأخيرة، وهذا اللي قاصر بعد، وغيرها الكثير مما لا أستطيع ذكره، وقد احتوت على صورة لبضعة أشخاص في اعتصامٍ ما يرفعون أعلام الكويت ويحملون لافتة صفراء مكتوب عليها «المطالبة بحقوق الجنس الثالث واللواطيين والسحاقيات من مجلس الأمة الكويتي... نريد الاحترام وضمان حقوقنا في الدستور»، والحقيقة أن هذه الصورة قد كانت حقيقية باستثناء أن من نشرها كان قد قام بالتلاعب في محتوى اللافتة لتناسب مبتغاه بتشويه صورة الكويتيين، في حين أن الحقيقة أنها كانت لاعتصام ضد اتحاد كرة القدم في يونيو سنة 2005م، إثر النتائج المخيّبة لمنتخب الكويت الوطني آنذاك، وقد وضعت الصورة قبل سنتين من قبل أحد الأشخاص غير الكويتيين على موقع «اليوتيوب»، الذي كان قد أخذها غالباً من إحدى الصحف أو المنتديات الرياضية الكويتية وقام بتعديلها في «اليوتيوب» واضعاً تحتها عنوان «انحراف الكويتيين الأخلاقي»، مع عدة صور أخرى تهاجم الكويت، وقام بعدها شخص آخر بأخذ هذا «اليوتيوب» وتحويله إلى رسالة إلكترونية مذيِّلاً إياها بالآيات والأحاديث واللعن والسباب والشتم للمشاركين في الاعتصام والذين كنت أحدهم. وقد سببت هذه الرسالة الكثير من الأذى المعنوي لعائلتي ولمن حولي بالعمل، ولكنني لم أكترث بالرد عليها لأنني أعلم ما أؤمن به تماماً، وما هذا إلا أمرٌ تافه لا يستحق الالتفات له.مرادي من هذه الرسالة هو لفت الانتباه إلى خطر الفتنة التي يحاول البعض إشعالها في المجتمع الكويتي، والتي تلقى آذاناً صاغية من قبل بعض الكويتيين، وهم كثر وللأسف)... انتهت الرسالة.أعتقد أن محتوى الرسالة يعبر وبوضوح عن الفكرة، وليس لدي ما أضيفه إلا التنبيه على خطورة الدور التدميري الذي صارت تلعبه مواقع ووسائل الإنترنت المختلفة حين وقعت بيد بعض العابثين، مما صار يهدد وحدتنا الوطنية وأمننا المجتمعي، فالله الله بالكويت وأهلها يا أهل الكويت.