كشفت تحقيقات النيابة العامة في مصر في حادثة إطلاق سائق في شركة "المقاولون العرب" الرصاص عشوائياً على زملائه أمس الأول، ما أدى الى مقتل 8 أشخاص، عن عدة مفاجآت منها أن مصدر سلاح الجريمة شرطي، وأن خلافا بشأن التنقيب عن الآثار هو دافع الجريمة.
واعترف المتهم محمود طه سويلم أنه اشترى البندقية الآلية التي نفذ بها جريمته وذخائرها من أمين شرطة يدعى حمادة شحاتة. وقال المتهم إنه قرر التخلص من زميليه عبدالفتاح عبدالفتاح التبتلي، وأشرف صلاح، الموظفين بالشركة، إثر خلافات بينهم حول التنقيب عن الآثار سراً تحت منزله منذ أكثر من عام.وتسبب التنقيب في حدوث هبوط أرضي في المنطقة التي يسكن فيها المتهم في مدينة حلوان، جنوب القاهرة، ما دفعه إلى اللجوء إلى زميليه قبل شهرين لمساعدته، عاقداً معهما اتفاقاً بأن ينفقا على تكاليف التنقيب مقابل الحصول على نسبة من الآثار التي يستخرجونها.وأشار المتهم الى أن زميليه "أحضرا دجالاً، أخبرهما أن المنزل ليس به آثار، وأنني أكذب عليهما، ما دفعهما إلى الاشتباك معي أكثر من مرة، واتهماني بالنصب عليهما، وطالباني بالمبالغ التي أنفقاها، كما أنهما سخرا مني أكثر من مرة أمام بقية الزملاء".وتابع بأنه أشترى السلاح الحربي وخبأه خلف مقعد القيادة في الحافلة التي يعمل سائقا لها، وفي يوم الحادث حدثت مشادة بينه وبين زميليه وسخرا منه مجددا، فما كان منه إلا أن قتلهما.وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وباستدعاء 16 شاهدا من الجيران والزملاء لسماع أقوالهم عن الواقعة. وشهد بعض الجيران بأن المتهم سمعته حسنة ومعروف عنه الطيبة وسمو الأخلاق، وأنه جارهم منذ 15 عاما لم تحدث بينه وبين أحدهم أي مشكلة، لكنهم حرروا له محضرا في قسم الشرطة يتهمونه بالتنقيب عن الآثار منذ شهرين، وأن الحفر الذي يقوم به يهدد منازلهم بالانهيار. وكشفوا أن النيابة انتدبت خبراء من هيئة الآثار لمعاينة المنزل، وأكدوا أن منزله خال من الآثار ولا صحة لما يعتقده.وكانت النيابة العامة صرحت في وقت متأخر من مساء أمس الأول بدفن جثث الضحايا الست، بعد تشريحها من قبل الطبيب الشرعي، كما قررت شركة "المقاولون العرب" صرف إعانات مالية عاجلة لأسر القتلى بلغت 100 ألف جنيه (نحو 20 ألف دولار) عن كل متوفى.
دوليات
مفاجآت في مجزرة «المقاولون العرب»: الدافع تجارة الآثار... والسلاح مصدره شرطي
08-07-2010