خطوة لها دلالة!
رغم أن هناك منْ قلَّل من أهميتها فإن الخطوة التي أقدمت عليها كلٌ من فرنسا والولايات المتحدة برفع مستوى تمثيل منظمة التحرير في باريس وواشنطن، تشكل مؤشراً واضح الدلالة على وجود إصرار دولي، على مستوى الدول الكبرى، على إنهاء هذا الصراع المزمن في الشرق الأوسط، وتحقيق سلام يستند إلى معادلة إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية، مع ضمانات بأن تعيش الدولتان باستقرار في إطار حدود تحقق الأمن لكل منهما.والمنتظر، حسب التوقعات الفلسطينية، أن تتلو هذه الخطوة الفرنسية الأميركية خطوات مماثلة تقوم بها باقي دول الاتحاد الأوروبي وبعض دول العالم، التي لا يزال اعترافها بمنظمة التحرير منقوصاً، مثل اليابان وبعض دول أميركا اللاتينية وبعض الدول الإفريقية.
وهذا كله يدل على أن هناك توجهاً دولياً فَتحت أبوابه الولايات المتحدة بالتناغم والتنسيق مع فرنسا، التي جاءت خطوتها أكثر بعداً وأوضح تقدماً لجهة الاعتراف بالممثل الفلسطيني في باريس كسفير يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الفرنسي أسوةً بسفراء دول العالم، لممارسة ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليكون أكثر مرونة في التجاوب مع استحقاق عملية السلام، والذهاب إلى المفاوضات المباشرة بالتزامات تضمن نجاحها وإعطاء دفْعٍ للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، وتشجيعه على الذهاب إلى هذه المفاوضات المباشرة بدون تردد.وهنا فإن ما يمكن اعتباره دلالة واضحة في هذا الاتجاه، أي في اتجاه ممارسة ضغط على نتنياهو، هو أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أدلى بتصريح لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، عشية بدء زيارته الأخيرة التي قام بها للولايات المتحدة، قال فيه: إن على إسرائيل أن تطرح خطة سلام توضح حدود الدولة الفلسطينية، وتؤمِّنُ غالبية يهودية للدولة الإسرائيلية، وتحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتطرح حلاً معقولاً لمستقبل القدس".ولعل ما يعزز القناعة بأن هناك ضغطاً أميركياً على بنيامين نتنياهو، ربما لا يرتقي إلى المستوى المقنع للعرب والفلسطينيين، هو أن إيهود باراك قد قال في تصريحه المشار إليه آنفاً: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أقنع الرئيس الأميركي خلال لقائهما الأخير في السادس من الشهر الجاري بأنه جاهز للسلام، لكن يجب ترجمة هذا أفعالاً عن طريق المفاوضات (المباشرة).