فوبيا الخنازير... وفاضل صفر... والبراءة!

نشر في 03-09-2009
آخر تحديث 03-09-2009 | 00:00
 حمد نايف العنزي زرت عددا من البلدان هذا الصيف ولم أر عند أي منها عُشر معشار الذعر والهلع الذي أصابنا في الكويت من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، فما السبب يا ترى؟! هل لأننا أكثر دول العالم تربية للخنازير والأكثر تناولا للحومها؟ أم لأننا دولة فقيرة ليس بمقدورها تقديم الرعاية الصحية لمواطنيها عند تفشي المرض بينهم؟!

لا هذا ولا ذاك طبعا... السبب ببساطة نفسي، فنحن أكثر شعب على وجه الأرض فقد ثقته بقدرة حكومته على التعامل مع أبسط المشاكل التي يعانيها، فكيف الحال إن تعلق الأمر بوباء قد يحصد المئات كل يوم مع عودة الطلبة إلى مدارسهم وقدوم موسم الإنفلونزا العادية في شهر أكتوبر القادم!

وإن أردتم الصدق، فلا شيء يبعث الطمأنينة في قلوب المواطن الخائف، لا استعدادات وزارة الصحة، ولا وزارة التربية، ولا حتى الحملات التوعوية بكيفية التعامل مع هذا المرض القاتل على المستوى المطلوب، ولذلك، فكل المرتعبين من انتشار هذا المرض معهم حق، وكل المطالبين بتأجيل الدراسة خوفا على حياة أبنائهم معهم ألف ألف حق! ولام الله من يلومهم!

***

أتمنى على كل من لديه نية الذهاب للحج هذا العام أن يرفق بنفسه وبالآخرين ويؤجلها للعام القادم حرصا على سلامته وسلامة أقربائه الذين سيستقبلونه بالأحضان، يا حبيبي هو والفيروس الذي يحمله، وكل قبلة يطبعها على وجوه مستقبليه من الصغار والكبار ستكون محملة بالحب والود والشوق «الخنازيزي» الذي لا يرحم!

***

يقول صديق يزعم أنه خبير بمرض إنفلونزا الخنازير: إن كان المرض ينتقل عن طريق اللمس، فعلينا ألا نكتفي بتأجيل العام الدراسي، بل بإيقاف صلاة الجماعة خصوصا صلاة القيام في العشر الأواخر، ونمنع أولادنا من الذهاب أيام العيد إلى المجمعات التجارية ونقفل دور السينما، ونوقف التعامل بالنقود التي تنتقل من يد إلى يد، ونقاطع صالونات الحلاقة، ونبطل أكل السندويتشات فقد يكون معلم الشاورما مثلا مصابا بالمرض فيكون عدد من ينتقل إليهم العدوى بعدد الطاقة الاستيعابية لـ«الصيخ» الماثل أمامه! والأمر ذاته ينطبق على الخباز الإيراني، وعلى بائع السمبوسك والفلافل الهندي، وعلى معلم الشيشة في المقهى الشعبي.. والقائمة تطول إلى ما لا نهاية، يعني لا مفر أجلتم المدارس أم لم تؤجلوا... وراكم وراكم!

***

غريبة مطالبات بعض النواب الجهابذة باستقالة الوزراء عند حدوث أي مشكلة، وكأن الحل الوحيد للمشاكل هو تغيير وجوه وأسماء الوزراء. «من كثر العباقره اللي ينتظرون التوزير»!

آخر من طالبوا باستقالته وتحويله إلى محكمة الوزراء هو وزير الأشغال الفقير إلى الله «فاضل صفر» مع أنه لا ذنب له في مشكلة محطة مشرف للصرف الصحي لا من قريب ولا من بعيد، فالصفقة الفاسدة والنتنة تمت في عهد من سبقه من الوزراء «الذهينين» و«المفتحين في اللبن»، ومن غير المنطقي أن يحاسب الرجل على أخطاء غيره. «إذا شطار حاسبوهم... ولا أبوي ما يقدر إلا على أمي»!

***

وصلني إيميل ظريف يحمل إعلان براءة للمواطنين الكويتيين من المسلسلات المحلية التي تعرض في رمضان، يقول الإعلان:

نحن مواطني دولة الكويت، نعلن للإخوة الوافدين ولكل الشعوب العربية براءتنا من المسلسلات الكويتية ونوضح ما يلي: أولا نحن شعب محترم وأسرنا محترمة ونتعامل باحترام مع بعضنا البعض، باختصار نحن «خوش ناس» ونحترم أبناءنا وأمهاتنا ونتكلم معهم «عدل»! ثانيا نحن لا نسكن جميعا البيوت الرخامية ولا نرمي بالشراشف على الأرض «يعني ديكور» ولم نحول بيوتنا إلى «مشاتل» بل أغلبنا «محشورون» في الشقق بانتظار دورهم في الإسكان! ثالثا نؤكد للإخوة أن الأعداد الهائلة للمخابيل في كل مسلسل لا تعني أن هناك خبلا في كل بيت كويتي بل إن المسلسلات نفسها من يعاني من الخبل! رابعا نؤكد بأن مسلسلاتنا مثل نوابنا لا يمثلون بالضرورة الشعب الكويتي!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top