الحريري يوقع اتفاقيات في باريس… وفيون يؤكد «الدعم الكامل»
سليمان يعوّل على استحقاقَي التعيينات والانتخابات البلدية... وبري متمسك بإلغاء الطائفية السياسية
من المتوقع أن تتضح صورة المشهد الداخلي في لبنان مطلع الأسبوع المقبل لناحية ملفَي التعيينات الإدارية والتعديلات على قانون الانتخابات البلدية. وتابع رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته لباريس، وتخللها توقيع سلسلة اتفاقيات تعاون، ترجمة لمتانة العلاقة الثنائية والدعم الفرنسي للبنان.
انشغلت الساحة الداخلية بمواكبة الزيارة الأولى لرئيس الحكومة سعد الحريري للعاصمة الفرنسية باريس، منذ تسلمه مهامه، على رأس وفد وزاري رفيع، وما تخللها في يومها الثاني من لقاءات وتوقيع اتفاقيات، تصب في إطار الدعم الفرنسي الكامل والمتواصل للبنان، من كل النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي بيروت، تتابع الأوساط السياسية ملفَي التعيينات الإدارية والانتخابات البلدية والاختيارية، في انتظار جلستي مجلس النواب الاثنين المقبل، وعلى جدول أعمالها خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، ومجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، لعرض التعديلات على مشروع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، تمهيداً لإحالته الى مجلس النواب.وفي هذا الإطار، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن لبنان اليوم "أمام فرصة لإجراء تحسين الإدارة والجودة، وأمام فرصة لإطلاق الإصلاح من خلال التعيينات في الإدارة على قاعدة المعايير، وضمن آلية شفافة سيتم اعتمادها من أجل المجيء بأصحاب الكفاءة والنزاهة والعطاء إلى الإدارة". ولفت الى أن "البلد أمام استحقاق الانتخابات البلدية التي هي مجال للإصلاح أيضاً، من خلال تداول السلطة والتغيير عبر الاختيار الشعبي"، مشيراً إلى أن "مثل هذه المعايير هي دليل على تطبيق الديمقراطية بشكل راقٍ، فلا ينقصنا شيء نحن كلبنانيين في اعتمادها لتبقى صورة مشرقة ومثالاً يحتذى في التوافق".الحريري وفيون وفي مؤتمر صحافي عقداه بعد خلوة وتوقيع اتفاقيات ثنائية بين الوزراء المختصين، شكر الرئيس الحريري رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون على دعم فرنسا للبنان، وأكد الالتزام بـ"الحفاظ على الاستقرار والتهدئة والديمقراطية"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن "مناخ الاستقرار لا يعتمد على الوضع الداخلي فحسب، بل على الأجواء المحيطة". وأعرب عن "التزام الحكومة بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، والتزام لبنان مسار الإصلاح الإداري والاقتصادي والاجتماعي"، وتوقف عند "رفض إسرائيل التقدم في عملية السلام ولاسيما مع الفلسطينيين"، معتبراً أن "مسار السلام يشكّل العامل الأساس للاستقرار في المنطقة".وأطلع الحريري نظيرَه الفرنسي على زيارته لسورية، ولفت الى أن "الوضع إيجابي بالنسبة إلى لبنان وسورية، ولكن علينا أن نخطو ببطء، وسنتمكّن من النجاح"، وأوضح: "اننا نرسّم الحدود مع سورية ليس لنبني الجدران الفاصلة بين البلدين، بل من أجل فتح الحدود، وذلك لدوافع اقتصادية تفيد الشعبين"، منوهاً بالموقف الأميركي الجديد لناحية رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان". وكان الحريري استقبل في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير.من جهته، أعرب فيون عن "دعم فرنسا الكامل للحكومة اللبنانية، حيث يمكن للحريري أن يتّكل على دعم فرنسا لسلامة الأراضي اللبنانية من خلال تعزيز التعاون فيما بيننا"، مؤكداً "استمرار دعم لبنان في المجال المالي، والالتزام الفرنسي بمقررات الدول المانحة في عام 2007". وإذ لفت إلى أن فرنسا "تريد المشاركة في دعم الجيش اللبناني"، جدد "دعم فرنسا للمحكمة الخاصة بلبنان، ودعمها للعدالة وعدم إفلات المجرمين من العقاب".بريأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "مضيه في الدعوة إلى تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية من دون أدنى ريب"، مشدّدا على أن "سلاح "حزب الله ليس مطروحاً للمقايضة". وتوقع أن "يسبق رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الجميع إلى مسيرة إنشاء الهيئة الوطنية"، مشدداً على أن "مشروع إنشاء الهيئة الآن وإقرارها هو لمصلحة المسيحيين أولاً وثانياً وأحد عشر".إلى ذلك، زار أمين سر حركة "فتح الانتفاضة" أبو موسى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وجرى التأكيد من قبل الطرفين على "ضرورة الحوار اللبناني الفلسطيني لمعالجة كل الملفات المتعلقة بالوجود الفلسطيني في لبنان، ومنها قضية السلاح خارج المخيمات، وأوضاع الفلسطينيين في لبنان وقضية الحقوق المدنية وغيرها، مع الاتفاق على أنّ متابعة هذه الملفات والحوار بشأنها ومعالجتها هي مسؤولية الحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى".