في الوقت الذي نقف به مذهولين أمام السيناريو الفيروسي المخيف، يأتي حديث المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت شان عبر الموقع الرسمي للمنظمة عن حداثة الفيروس الجديد القادر على الانتشار بسرعة فائقة من بلد إلى آخر، ومن شخص إلى آخر، ليصعِّب علينا المشهد ويزيد من المخاوف بشأن تفشي المرض. 

Ad

فقد أشارت الدكتورة، حسب التقرير الذي بثته المنظمة على الإنترنت، إلى أنه منذ المرحلة الأولى انطلق الفيروس إلى 74 دولة مسجلاً 30000 إصابة، وساعد على ذلك تطور سبل المواصلات وسرعتها، بعد أن كانت حركة التنقلات البرية والبحرية في الماضي تعرقل الانتشار السريع للفيروسات. واليوم وفي زمن العولمة أصبحت سرعة الانتقال سمة مشتركة للمعلومات والأمراض معاً. والأعباء الملقاة على المنظمة اليوم هي كيفية التعامل مع 230 مليون شخص في العالم يعانون «الربو»، والوصول الى سبل الوقاية من الفيروس. 

أما المكتب الإقليمي التابع للمنظمة الخاص بمنطقة الشرق الأوسط، فقد بات يحفّز الدول الشرق أوسطية على إجراء الفحوصات المختبرية تحت مظلة إدارة الطوارئ العالمية والتنسيق الإقليمي. 

تمنيت، وأنا أبحث عبر المحركات البحثية الإلكترونية، أن أجد نشاطاً استثمارياً عربياً في شركات البحث والتصنيع في مجال اللقاحات، أو اهتمام من قبل اختصاصيي المختبرات التحليلية في مراكز البحث الصحي بدلاً من التصريحات المسيسة التي يطلقها البعض! 

وبالمناسبة... هل تصدق أخي القارئ أنه في المرحلة التأسيسية، وأثناء اجتماع الدورة العادية الأولى لجامعة الدول العربية عام 1945، وتحديداً في الثاني عشر من نوفمبر، أقر الميثاق تأليف لجنة صحية دائمة تجمع الأطباء في العالم العربي.. وقبل سنوات عديدة عقد في لبنان مؤتمرا صحيا للدول العربية وتطرق حينها إلى البحث المختبري في مجال العقاقير وتسجيل الملكية الفكرية... ثم توقفت الجهود منذ ذلك الحين. 

أما على الصعيد المحلي فالشغل الشاغل هو الحرص على حماية الصفوف المدرسية من أن تتحول إلى مراكز لنشر العدوى... وفي هذا السياق اسمحوا لي أن اقترح: 

• تحديد خط ساخن لكل مدرسة للرد على استفسارات أولياء الأمور، والاستعانة بالصفحة الإلكترونية webpage لإخطار أولياء الأمور بإرسال أو عدم إرسال الأبناء طبقا لعدد حالات المصابين أو المشتبه في إصابتهم في الفصول الدراسية. 

• الاستعداد للتعامل مع الغياب المتكرر للأبناء وتحضير الملفات الدراسية للطلبة المتغيبين التي تشمل الواجبات والمقررات... وتحميلها عبر الصفحات الإلكترونية. 

• الاستعداد لاتخاذ القرار بشأن الطلبة الدارسين في الخارج. 

• تحديث الملفات الصحية لدى العيادة المدرسية، والإبلاغ عن حالات الربو والالتهابات الشعبية المتكررة. 

• وأخيراً... فالإصابات التي سجلتها دول الخليج هي البحرين 83- المملكة العربية السعودية 595- الإمارات 79- قطر 23- سلطنة عمان 763- والكويت 1424. أما العدد الكلي في إقليم الشرق الأوسط 5031 والكويت الأعلى أيضاً وذلك بسبب الأجهزه المتطورة التي ترصد المرض في مراحله الأولى. 

• كلمة أخيرة... في العام الماضي تسبب أحد مكاتب الخدم في إثارة الذعر لدى أسرة كويتية بجلبه خادمة مصابة بالإيدز للعمل المنزلي... واليوم يتكرر السيناريو نفسه، ولكن بمرض السل. والضحيه شابة في العشرين من العمر ترقد اليوم في مستشفى الأمراض السارية... إلى متى هذا الاستهتار بالأرواح، والرشوة، وتزوير التقارير الصحية في الخارج؟! 

• كلمة أخرى: العديد من البرامج الرمضانية الخفيفة الظل، يدور حول تقليد المشاهير من أهل السياسة إلى أهل الفن والعلم والثقافة، أبدع فيها الكثيرون كداوود حسين والبلام ودرويش... ولم يكن مسلسل «صوتك وصل» إلا واحداً منها... فلا تقاطعوا الابتسامة.