الحمد لله على ما حبانا به من نعمة الأمن والأمان، وحاكم يشرك أبناءه في تحمل المسؤولية ونصحهم نصيحة الأب، لقد كانت الكلمات من قلب المحب تضيء الدرب وتردنا إلى جادة الصواب من الطريق، مذكرا إيانا برجال الماضي من الآباء والأجداد وتضحياتهم في تعزيز روح المواطنة.
في هذا العام خص سموه حفظه الله أبناء الوطن بالنصيحة والإخلاص بالعمل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات والصدق في القول، محذرا في الوقت نفسه من مغبة التوهان في تمزيق أبناء الوطن في تصنيفات تثير النعرات الطائفية والقبلية التي لن نجني منها إلا مزيدا من التراجع.إخواني وأخواتي أبناء الوطن: علينا إن نلبي دعوة سموه بالقول والفعل حتى تستعيد الكويت عافيتها ودورها الريادي إقليميا وعالميا، وأن نترجم رغبته في جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا، وعلى الرغم من تأخرنا كثيرا عن التنمية ودخولنا في جدل عقيم كانت آثاره السلبية جلية على مختلف قطاعات الدولة ومشاريع الإعمار، لكن الطريق مازال أمامنا للحاق بما فاتنا.لقد أكد صاحب السمو في خطابه أهمية مواكبة ركب المبادرة دون تقاعس، وهذا ما لمسناه أيضا من سمو رئيس مجلس الوزراء ورغبته الأكيدة في ترجمة التوجيهات السامية إلى حقيقة وواقع، وفق المعطيات الدستورية التي من شأنها تكريس احترام القانون.لقد آن الأوان لوقوف الحكومة أمام مسؤولياتها في تحدي المرحلة القادمة بمواجهة مباشرة مع المشاكل الاجتماعية، كقضية تجنيس البدون وإعطائهم حقوقهم المدنية، وإصلاح مسار الخدمات الصحية، وربط التعليم بالمخرجات الوظيفية، والمحافظة على الهوية الوطنية، وكذلك الاهتمام بالصناعة والنفط مع مراعاة شروط السلامة البيئية.البرنامج الحكومي وكما شرحه الشيخ أحمد الفهد قد يكون بداية الانطلاقة والمرونة في التعامل مع أعضاء المجلس، وأيضا لتعزيز المحاسبة دون شخصانية ومزاجية وفق نصوص الدستور، وهذا ما يمكّن النواب من محاسبة رئيس الحكومة والوزراء على التقصير في تنفيذه.«في العجلة الندامة وفي التأني السلامة» مثل يضرب لكل من يريد أن ينهي عمله دون وضع لأي اعتبارات أخرى، وهو ما نراه من تطور هائل يبهر الناظر في بعض الدول ذات القرار الواحد، وهذا لن يكون في دولة المؤسسات، دولة القانون، دولة وضوح الأدوار والمهام، وما ميز الكويت عن غيرها من الدول هو قدرة القضاء على تمكين القانون بحفظ الحقوق دون انتقاص بعيدا عن سياسة الرعب.إذا كنا نلتمس العذر للحكومة وهروبها من المواجهة وتنفيذ المشاريع في المرحلة السابقة فإن عليها أن تدرك قبل غيرها أهمية المرحلة القادمة، وتعي قيمة الوقت. (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك). على النواب تلقي مهلة السنة التي طلبتها الحكومة لتطبيق برنامجها بحسن نية ومناقشتها بمهنية دون وضع العراقيل، فالشعب ملَّ لغة الوعيد والتشكيك والخوف والرجوع إلى الوراء إنما نريد تنمية لا تتجاوز القانون. أخيرا: تحية إجلال وتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح على هذا الحب لأبنائه ووطنه.ودمتم سالمين. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
كلمة راعي الرعية
18-09-2009