الكويتيون كلهم، من الجلدة إلى الجلدة، يضعون أيديهم على بطونهم ويمسحون دموعهم ويترنحون في الشوارع والحواري والأزقة لشدة الضحك على تبريرات فريق سمو رئيس الحكومة بعد "فضيحة الشيك" أو "فضيحة الشيكات" إن صدقت المعلومات التي تناقلها الركبان، الفرنجة والعربان... على أن العقلاء من فريق سمو الرئيس آثروا الصمت وراحوا – أثناء القصف الجوي المركز - يشيرون بأصابعهم إلى جمال اللوحة المعلقة على الحائط: "الله الله، شوفوا تداخل الألوان في اللوحة ما أجمله"، هاهاها، وفعلا كان التداخل جميلاً.

Ad

والنائب الدكتور فيصل المسلم صدوق شجاع ذكي... هو "صدوق" لأنه أظهر الشيك أمام الناس كما وعد، لذا استحق اللقب بجدارة، بعد إذن سمو رئيس الحكومة، ووكيله نايف الركيبي الذي أنكر وجود الشيكات، سواء من الأموال الخاصة أو العامة، وبعد إذن محامي الرئيس عماد السيف، الذي أصبح أحد أشهر الشخصيات في الكويت لكثرة القضايا التي تولاها، وبعد إذن طابور مستشاري الرئيس بقيادة الإمبراطور نابليون بونابرت الشطي، الذي "يستصحبه" الرئيس، على رأي توفيق الحكيم، معه في كل مكان، ويظهر معه في كل الصور، فيلتبس الأمر على الغرباء ولا يعرفون من هو الرئيس ومن هو المستشار!، وهو "شجاع"، أقصد النائب فيصل المسلم، لأنه صعد أعلى التبّة وأشهر سيفه وصرخ "أنا في الانتظار"، ثم ثبتَ في موقفه ولم يتزعزع. وهو ذكي، لأنه وحده، ومن دون ماكينة إعلامية، وبضربة واحدة، هز المكائن الألمانية، فكشف ظهر سمو الرئيس ووكيله ومحاميه ونوابه وكُتبه وصحفه ورسله، لله درك يا أبا علي.

وأحسب أننا، من اليوم إلى يوم الاستجواب، سنسمع آهات بعض النواب، اللي بالي بالك، الخائفين من مفاجآت المعركة. وسيدخل هؤلاء القاعة، يومذاك، وبعضهم يسند بعضاً، كأنهم يساقون إلى أعواد المشانق، وستصل القلوب إلى البلاعيم، أو "الزلاعيم" كما يقول أبناء عمومتي اللبنانيون، فديتهم، وستنتشر المقابر الجماعية، وسيكون الحصاد وفيراً، وسنردد خلف نزار قباني "يا للموسم الطيبِ".

وطبعاً سمو الرئيس لن يتراجع عن وعده الذي قطعهُ على نفسه بصعود المنصة، تماماً كما لم يتراجع خصمه النائب الدكتور فيصل عن وعده. وسيقف سمو الرئيس أمام الشعب ليدافع عن نفسه بكل شفافية ووضوح وشجاعة، فهو لم يعبث بالمال العام كي يختبئ خلف جدار التأجيل عبر اللجوء إلى المحكمة الدستورية، أو عبر تحريك نوابه لتأجيل الاستجواب إلى أجل غير مسمّى، ولن يلبس سموّه طاقية الإخفاء عبر طلب تحويل الجلسة إلى سرية، بحسب نصائح بعض رائعي الغباء. ليش؟ لأن يده نظيفة، كما يردد أنصاره، وكما نردد نحن أيضاً.

أما إذا لم يصعد سموّه المنصة ويقنعنا بالأدلة، وهو ما لا أظنه، فسيتلبّسنا الشك في المشاريع المقبلة كلها، وبيانات الحكومة كلها، وبيانات الحواريين من النواب والصحف، وسنقول للكويت: "هل اتضحت الأمور الآن؟"، ولن ننتظر إجابة من متوفاة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة