في الأيّامِ الأُولى ناغى:

(غاغا... غاغا).

Ad

أُلقِمَ ثَدْيَ الأُمِّ وَنامْ.

مَرَّ الأمرُ بِكُلِّ سَلامْ.

**

بَعدَ الشَّهْرِ السّادسِ نادى:

(دادا... دادا)

كقصائِدِ هذي الأيّامْ.

مَرَّ الأمرُ بِكُلِّ سَلامْ.

**

رَدَّدَ حينَ تَخَطّى العاما:

(بابا... ماما).

هُوَ يَعني... لَيسَ ابنَ حَرامْ!

مَرَّ الأمرُ، ومَرَّتْ مَعَهُ

عَشْرُ علاماتِ استفهامْ!

**

كانَ خِتانٌ... كانَ فِطامْ.

مِن أعلاهُ إلى أسفَلِهِ

أُدخِلَ ضِمْنَ الوَضعِ العامْ!

لَم يَعرفْ كيفَ سَيُمكِنُهُ

أن يَشكو مِن غَيرِ كلامْ.

لَم يَعرِفْ لُغَةَ (الأرقامْ)!

أَمسى يَصحو... حينَ يَنامْ

لِيَقُصَّ غَريبَ الأحلامْ.

أو يَسألُ إن حَلَّ ظلامْ:

(ماذا هذا؟).

أو يَصرُخُ إن شَحَّ طَعامْ:

(كيفَ؟ لماذا؟).

فَرَّطَ في كُلِّ حَداثَتِهِ

فأَساءَ لِكُلِّ الحُكّامْ!

**

مَرَّ الأمرُ... بَطيئاً جدّاً

وَبِصُحبَتِهِ مَرَّ غُلامْ

يَحمِلُ حُكْماً بالإعدامْ!