«الجماعة الإسلامية» في مصر تحرِّم خطف الطائرات وترويع المدنيين
في خطوة تزيد الهوة بين تنظيم القاعدة و"الجماعة الإسلامية" في مصر، قال عضو مجلس شورى الجماعة عصام دربالة بتحريم خطف الطائرات المدنية بصفة مطلقة، مبيحاً "خطف الطائرات العسكرية للأعداء وتدميرها أو تفجيرها في أماكن مدنية تجيز الشريعة الإسلامية تدميرها فيها، وذلك في زمن الحرب فقط".يأتي موقف الجماعة في الوقت الذي تزايد الجدل بشأن الموقف الشرعي من خطف الطائرات، وذلك بعد القبض على أحد أفراد تنظيم القاعدة، وهو النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب، قبل تفجيره طائرة مدنية أميركية فوق مدينة ديترويت في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي.
يذكر أن "الجماعة الإسلامية" في مصر اتخذت موقفا مناهضا ومنتقدا لتوجهات "القاعدة" منذ فترة طويلة، وانتهجت سياسة نبذ العنف بعد أن تبنى قادتها ما يعرف بالمبادرة، وذلك في عام 1997، بينما انضمت جماعة الجهاد إلى تنظيم القاعدة، وأصبح القيادي أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم. وقال دربالة في مقال له على موقع الجماعة الإلكتروني إن "الهدف من خطف الطائرات في السابق كان لفت الأنظار لقضية ما، وهو ما جاء بنتيجة عكسية، بل على العكس استخدمت من قبل أعدائها في تشويه صورتها على المستوى العالمي انطلاقاً مما تحمله هذه العمليات من معانٍ مرفوضة أقلها الاستهانة بأرواح الأبرياء".وفرق دربالة بين الطائرات المدنية والعسكرية، مشيراً إلى أنه "لاشك في جواز خطف الطائرات العسكرية وتدميرها في ظل وجود حالة الحرب، حتى لو تم تفجيرها في أماكن قد يصاب فيها مدنيون، فالخطأ هنا ليس في خطفها أو تفجيرها إنما في قصد تفجيرها في أحد الأهداف المدنية التي يبيح الشرع قصدها بذلك، بينما "يحرم خطف الطائرة المدنية لأسباب شرعية كثيرة، منها أن ركابها يتوزعون على جنسيات مختلفة، وينتمون إلى أديان متباينة، ويضمون بين صفوفهم الأطفال والنساء والرجال والشيوخ بالإضافة إلى طاقم الطائرة".وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن "ركاب الطائرة في الغالب الأعم لا تكون لهم أي علاقة بالقضية التي يدافع عنها الخاطفون، أو المطالب التي يريدون تحقيقها"، وإن "تفجير الطائرة ينطوي على قتل الخاطفين لأنفسهم".وتابع: "كما أن هذا الخطف والتفجير ينطوي على ترويع وقتل من لا يجوز ترويعه أو قتله؛ وذلك لوجود ركاب من المسلمين بالطائرة أو وجود أطفال أو نساء أو شيوخ من غير المسلمين، لا يجوز قتلهم حتى في حالة الحرب".