يا بلاش ... أقصاها خمسة آلاف دينار!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
ومن السقيم أن نقبل ونتحمل أن تتخذ بعض الصحف والجرائد أبواقا مأجورة تمارس التجريح وقذف الشتائم على مخالفيها وخصومها، لإدراكها أن أقصى ما يمكن أن يؤول إليه الأمر غرامة خمسة آلاف دينار لا أكثر، وذلك بعد شهور طويلة من التقاضي، ومثل هذا المبلغ التافه لا يعني شيئا للبعض ممن يغرفون في بحار من الأموال التي فاضت أصلا بالوسائل المشبوهة.ومن السخيف جدا أن نقبل أن تمتلئ الإنترنت بمواقع كويتية مشبوهة تسمي نفسها صحفا إلكترونية حرة نزيهة، أو منتديات يدعي بعضها الوطنية، ومدونات صفراء يملؤها بالقيح والقيء أشباح يجبن بعضهم حتى على الكتابة بأسمائهم الصريحة، وتحمّل مسؤولية أقوالهم التي يزعمون أنها تعبير حر، أقول إن من السخيف أن نقبل بكل هذا، دون أن نفكر حتى بوضع معايير وضوابط، لا تصادر حق من يريد أن ينشر ويكتب على الإنترنت في أن ينشر ويكتب ما يريد، ولكن تلزمه في المقابل بتحمل مسؤوليته أمام القضاء، وأن تعطيني الفرصة كمتعرض ومتضرر من هذا التطاول أن أشتكيه وأخاصمه! مختصر القول هو أن هذا العبث والانفلات الإعلامي الذي لم يسلم من شره لا شخص ولا فئة ولا طائفة، لابد له من معالجة صريحة وقوانين صارمة، لا تقمع الحرية ولكن تغلظ العقوبات على المتجاوزين وفقا لمعايير واضحة، فتردعهم عن تكرار الإساءات، وتزجر من يفكر بالاقتداء بهم والسير على مواطئ أقدامهم التي لا تسير إلا في الحضيض ومقالب القمامة، وأظن أن مسؤولية الإتيان بقانون مثل هذا تقع على عاتق البرلمان الذي نراه قد انشغل وتشاغل بدوره الرقابي على حساب دوره التشريعي الذي لا يقل أهمية، وذلك لأنه هو المسؤول أولا عن التشريع ووضع القوانين لا الحكومة. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة