إبرة أحمد الخطيب!
نتمنى بالفعل أن تكون هناك "إبرة الخطيب" السياسية التي تشفي الكثير من أمراضنا السياسية والأخلاقية من انعدام قيمها وتحول البلد في ظلها إلى مرتع للنهب والسلب مقابل الترهل واسع النطاق في مؤسسات الدولة وخططها ومشاريعها.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فهذا الرجل، وكما هو الحال في إبرته الساحرة، لم تتغير تركيبته من الداخل ومازال هو أحمد الخطيب في أطروحاته ومبادئه وبذات البدلة والنظارة الطبية وبنفس روح التواضع، ولم تجرفه قيد أنملة المصالح والمغريات الكثيرة التي جرفت العديد من السياسيين والمخضرمين ومن أدعياء المبادئ على مدى السنوات الطويلة الماضية.والمتابع للشأن العام وحالة الإحباط التي تسود معظم شؤون حياتنا اليوم يتمنى بالفعل أن تكون هناك إبرة الخطيب السياسية التي تشفي الكثير من أمراضنا السياسية والأخلاقية من انعدام قيمها وتحول البلد في ظلها إلى مرتع للنهب والسلب مقابل الترهل واسع النطاق في مؤسسات الدولة وخططها ومشاريعها.وبمقارنه لطيفة أخرى، فإن ما قد ينفقه المريض في مراجعة المستشفيات الخاصة أو السفر للعلاج بالخارج أو حتى ما يصرف من أموال طائلة في المراكز الصحية الحكومية لا تقارن بقيمة إبرة الخطيب التي لم يتغير سعرها من دينار على مدى أكثر من نصف قرن رغم الغلاء الفاحش في الأسعار بما فيها رسوم العيادات الطبية، وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الأفكار والمشاريع التي تقدم لأصحاب القرار من مستشاريهم المحليين والأجانب ومن البيوت الاستشارية العالمية التي تصل إلى عشرات الملايين من الدنانير ولا أثر لها أو نتيجة، اللهم باستثناء زيادة رصيد مثل هؤلاء المستشارين وأصولهم وممتلكاتهم خلال فترات زمنية قياسية من حصولهم على تلك الحظوة والقرب من مؤسسات القرار، في حين أن شخصيات مثل الدكتور الخطيب تقدم مثل هذه الاستشارات التي تصب بالفعل في خدمة البلد والمواطن ودون أي مقابل مالي، ولكن لا تجد الأذان الصاغية أو الاستجابة المطلوبة.