لعل الكل يعرف أو سمع بإبرة الدكتور أحمد الخطيب ذات الخلطة السرية والعجيبة وذات المفعول السحري والأثر المباشر الإيجابي، وميزة إبر الخطيب أنها شافية لمختلف الأمراض ومن دون عناء التفلسف في التشخيص، وسبحان الله أن هذه الإبرة المعجزة لم تتغير تركيبتها منذ قرابة 60 سنة وفي العيادة المتواضعة في منطقة حولي المتواضعة أيضاَ، ولا تتوقف مزايا هذه الإبرة عند هذا الحد، بل ولها كذلك طابع وطني فريد من نوعه، فألد خصوم الدكتور أحمد الخطيب السياسيين ومن كل المشارب والأطياف القبلية والمذهبية والإيدلوجية لهم ثقة كبيرة في هذه الإبرة ولا يترددون في الحصول عليها لإنهاء معاناتهم مع آلام المرض، وأخيراً تتميز هذه الإبرة بثمنها الزهيد الأمر الذي يجعلها متاحة للفقير قبل الغني وكأنها جزء من فكر الدكتور في الدفاع عن الطبقة الكادحة.
وكما للإبرة العجيبة من مزايا، فإن للدكتور أحمد الخطيب نفسه مفعوله السحري في السياسة الكويتية، فهذا العملاق الوطني واكب بدايات الحقبة الدستورية وكان من أركان الحياة السياسة حيث أفنى شبابه في المساهمة في وضع الدستور والدفاع عن أهدافه ومبادئه وأصبح مدرسة شاملة بعطائه الكبير للكويت وأهل الكويت.فهذا الرجل، وكما هو الحال في إبرته الساحرة، لم تتغير تركيبته من الداخل ومازال هو أحمد الخطيب في أطروحاته ومبادئه وبذات البدلة والنظارة الطبية وبنفس روح التواضع، ولم تجرفه قيد أنملة المصالح والمغريات الكثيرة التي جرفت العديد من السياسيين والمخضرمين ومن أدعياء المبادئ على مدى السنوات الطويلة الماضية.والمتابع للشأن العام وحالة الإحباط التي تسود معظم شؤون حياتنا اليوم يتمنى بالفعل أن تكون هناك إبرة الخطيب السياسية التي تشفي الكثير من أمراضنا السياسية والأخلاقية من انعدام قيمها وتحول البلد في ظلها إلى مرتع للنهب والسلب مقابل الترهل واسع النطاق في مؤسسات الدولة وخططها ومشاريعها.وبمقارنه لطيفة أخرى، فإن ما قد ينفقه المريض في مراجعة المستشفيات الخاصة أو السفر للعلاج بالخارج أو حتى ما يصرف من أموال طائلة في المراكز الصحية الحكومية لا تقارن بقيمة إبرة الخطيب التي لم يتغير سعرها من دينار على مدى أكثر من نصف قرن رغم الغلاء الفاحش في الأسعار بما فيها رسوم العيادات الطبية، وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الأفكار والمشاريع التي تقدم لأصحاب القرار من مستشاريهم المحليين والأجانب ومن البيوت الاستشارية العالمية التي تصل إلى عشرات الملايين من الدنانير ولا أثر لها أو نتيجة، اللهم باستثناء زيادة رصيد مثل هؤلاء المستشارين وأصولهم وممتلكاتهم خلال فترات زمنية قياسية من حصولهم على تلك الحظوة والقرب من مؤسسات القرار، في حين أن شخصيات مثل الدكتور الخطيب تقدم مثل هذه الاستشارات التي تصب بالفعل في خدمة البلد والمواطن ودون أي مقابل مالي، ولكن لا تجد الأذان الصاغية أو الاستجابة المطلوبة.
مقالات
إبرة أحمد الخطيب!
05-03-2010