«قول على قول»

نشر في 11-04-2010
آخر تحديث 11-04-2010 | 00:01
بالنظر إلى النماذج النيابية الموجودة في "قاعة عبدالله السالم" وتعاطيها مع المستجدات والتطورات السياسية المختلفة التي حدثت في دوري الانعقاد الأول والثاني، أكاد أصل إلى حقيقة مفادها أن هذا المجلس هو الأسوأ في تاريخ المجالس النيابية التي شهدتها الكويت.
 سعد العجمي   يقول النائب علي الراشد في تصريح صحفي قبل يومين حول شروعه في إعداد مسودة تعديل الدستور "إن مسألة تعديل الدستور بمثابة مبادرة لتبرئة الذمة أمام من انتخبوني وأوصلوني إلى قبة البرلمان وإلى أهل الكويت". في جميع الاستجوابات التي وقف الراشد متحدثاً كمعارض لها، كان يقول عن زملائه النواب إنهم قدموا تلك الاستجوابات كتبرئة ذمة أمام ناخبيهم، الله أكبر، هل تبرئة الذمة حلال عليك وحرام على غيرك؟!

الراشد "الجديد" دائماً ما ينتقد الاستجوابات ويقف ضدها  تحت ذريعة أنها "تأزيم" يؤثر في علاقة الحكومة بالمجلس ويعطل التنمية ويعرقل عجلة إنجاز المشاريع، وفي كل مقابلة أو تصريح يدعو النواب إلى التهدئة، إلا أنه خرج علينا وأعلن قرب موعد تقديمه لمقترح التعديل، وهو يعلم قبل غيره أن هذه الخطوة ستكون تأزيمية تجعل من الجميع يترحم على الاستجوابات وأيامها.

غير بعيد عن ذلك يقول النائب الحالي والوزير السابق والأكاديمي الدكتور يوسف الزلزلة في ندوة أقيمت الأسبوع الماضي حول استجواب وزير الإعلام "الاستجواب كان مستحقاً لأن الوزير لم يطبق القانون، لكن إسقاط الوزير أحمد العبدالله سياسياً أمر غير صحيح، فالوزراء هم أبناء البلد"، وهل النائب الذي استجوب والأعضاء الذين حجبوا الثقة عن الوزير، إسرائيليون يا سيد؟ هم أبناء البلد أيضاً يا دكتور.

اما الخبير العسكري النائب السابق و"المواطن" الحالي ناصر الدويلة، فقد خرج علينا بتصريح قال فيه إن مقاطعة كتلة العمل الشعبي للاجتماع الذي دعا إليه الخرافي نواب المجلس هو بمنزلة فضيحة سياسية، وهنا أسأل الدويلة: أيهما الفضيحة، مقاطعة اجتماع نيابي أم استلام شيك من رئيس مجلس الوزراء؟

إلى ذلك قالت النائبة معصومة المبارك "عيب ثم عيب ثم عيب حديث البراك عن مساومات قامت بها الحكومة مع بعض النواب خلال استجواب العبدالله"، في المقابل لم تنطق الدكتورة ببنت شفة، عندما ذكّرها الزميل الوشيحي بالحديث الذي دار بينهما عن المساومات والصفقات الحكومية يوم أن كانت مرشحة. ردي يا دكتورة على مقال الوشيحي حتى نعرف ما شكل "العيب"؟ وما مفهومك عنه؟ وقتها نحن من سيقول للبراك "عيب".

على كل وبالنظر إلى النماذج النيابية الموجودة في "قاعة عبدالله السالم" وتعاطيها مع المستجدات والتطورات السياسية المختلفة التي حدثت في دوري الانعقاد الأول والثاني، أكاد أصل إلى حقيقة مفادها أن هذا المجلس هو الأسوأ في تاريخ المجالس النيابية التي شهدتها الكويت، بل إنه قد يكون المجلس "الأخطر" على الديمقراطية، والأيام بيننا.

***

أحد نوابنا الأفاضل في الدائرة الخامسة اشترى قبل أسبوع أربع أراض متجاورة بقيمة وصلت إلى 980 ألف دينار، أي بحسبة بدو بمليون إلا عشرين ألفا... مبروك للنائب المحترم الذي يعرف أهل المنطقة أنه خلال حملته الانتخابية كان "يتسلف" الألف والألفين، حتى أن أحد زملائه من المرشحين دفع عنه جزءا من تكاليف حملته الانتخابية.

back to top