تفسيرات متناقضة بشأن عدم مشاركة الحريري في مؤتمر «14 آذار»

نشر في 17-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 17-03-2010 | 00:01
No Image Caption
المنظمون يربطون الغياب بزيارة ألمانيا... والخصوم بأسباب سياسية
كل المعلومات التي كانت متداولة بين أركان قوى 14 آذار كانت تؤكد حضور رئيس الحكومة سعد الحريري المؤتمر الثالث لـ 14 آذار في "البريستول" الأحد الماضي.

حتى أن المعنيين بتحضير المؤتمر وتنظيمه اضطروا الى تقديم موعده من الرابعة بعد الظهر الى العاشرة صباحا، لكي يتمكن الحريري من الحضور لارتباطه بزيارة رسمية لألمانيا تبدأ بعد ظهر الأحد.

وليل السبت- الأحد حضرت الى فندق البريستول وحدات من سرية حرس رئاسة الحكومة، ومن مرافقي الرئيس سعد الحريري، وانتشروا على مداخل الفندق وفي محيطه، في إشارة الى أن أمن المكان بات في عهدة المعنيين بحماية رئيس الحكومة، وهي خطوة لا تتخذ عادة إلا في المناسبات التي يشارك فيها رئيس الحكومة شخصيا.

غير أن كل هذه المؤشرات، لم تلق ترجمة عملية، بحيث إن منظمي المؤتمر دعوا المشاركين الى الدخول الى قاعة المؤتمر قرابة الحادية عشرة من قبل الظهر على الرغم من عدم حضور الرئيس الحريري، وترافقت هذه الدعوة مع وصول رئيس كتلة نواب تيار المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة الى فندق البريستول، فانطلقت أعمال المؤتمرين في غياب الحريري الذي كان المنظمون يراهنون على حضوره، للتغطية على عدم حضور رئيس حزب الكتائب أمين الجميل المعترض على الأوضاع التنظيمية لقوى 14 آذار.

ولم يتمكن كثيرون من الحاضرين من إخفاء "خيبة أملهم" من عدم حضور الحريري، على الرغم من قناعتهم بأن حضوره لم يكن يغير شيئا في المعاني السياسية للمؤتمر، وفي البيان السياسي الصادر عنه، لاعتبارات عدة أبرزها أن الحريري شخصيا كان قد اطلع مسبقا على كل التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات ووافق عليها، وأبدى رأيه في البيان السياسي الذي أعدته الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأن كتلته النيابية كانت حاضرة بشبه إجماع برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة.

وجاءت خشية المشاركين على أساس توقع ما ستكون عليه ردة فعل الخصوم السياسيين الذين لا بد أن يستغلوا "الغياب التقني للحريري" كورقة تستخدم في الحملات السياسية والإعلامية التي تستهدف قوى 14 آذار، وتظهرها غير منسجمة، ومنقسمة، وفي مرحلة تراجع سياسي يقارب التحلل.

وأمكن لكثيرين من الحاضرين مشاهدة وسماع المشاركين في الحلقات الجانبية التي شارك فيها المدعوون الى المؤتمر، خلال تولي لجنة الصياغة وضع التعديلات المقترحة على البيان، يتناقشون في أهمية الخروج بتفسير واحد لأسباب غياب الرئيس الحريري، حتى لا يفسر على أنه إرباك تعانيه قوى 14 آذار، ودليل على أن لغياب الحريري أسبابا سياسية تتجاوز المبررات التقنية الخاصة بالسفر الى ألمانيا وجدول المواعيد المعد سلفاً والطقس المثلج في ألمانيا الذي حتم تقديم موعد السفر نحو ساعتين لئلا يتأخر الحريري عن موعد لقائه مع أبناء الجالية اللبنانية هناك.

وقد تم الاتفاق بعد مشاورات شارك فيها الرئيس السنيورة على أن يأتي الجواب عن الاسئلة التي يمكن أن تثار بشأن مشاركة الحريري من رئيس الحكومة نفسه الذي اختار من ألمانيا صيغة لتفسير ما حصل، بالتأكيد على أن قرار مشاركته في المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار لم يكن متخذاً بشكل نهائي ورسمي، ليتم الحديث عن الغاء المشاركة، وما لم يقله الرئيس الحريري شخصيا رددته مصادر قريبة منه بالإشارة الى "أن رئيس الحكومة لا يزال، والحمدلله، حيا يرزق، وبالتالي فإن قاعدة لا يفرقني عن 14 آذار إلا الموت، التي سبق أن اعلنها في أكثر من مناسبة، تعني أن لا شيء يفرق الحريري عن 14 آذار سياسيا، وأن برنامج الزيارة الرسمية الى المانيا هو الذي فرض الغياب الجسدي والحضور السياسي القوي من خلال كتلته النيابية ورئيسها".

وتساءلت أوساط الحريري: هل "المجتهدين" في تفسير عدم مشاركة الرئيس الحريري تنبهوا الى وجود كتلته ورئيسها في المؤتمر؟ أم تراهم يعتقدون أن الرئيس فؤاد السنيورة ونواب المستقبل في صدد انقلاب على الرئيس الحريري وخياراته؟".

كل هذه التفسيرات وغيرها، لم تضع حداً لمحاولات البحث عن جواب للأسباب السياسية لغياب الحريري، حتى داخل قوى 14 آذار، لاسيما بعدما اعتبر رئيس الكتائب أمين الجميل أن غياب الحريري وغيابه هو يصبان في خانة ضرورة البحث عن صيغة إدارية جديدة لعمل قوى 14 آذار. أما الخصوم فيتحدثون عن أن مشاركة الحريري في مؤتمر البريستول الذي سبق الاحتفال بالذكرى الخامسة لاغتيال والده كان يمكن تبريرها في الرياض ودمشق بأن الخيارات السياسية لا يمكن أن تلغي المناسبات الرمزية، في حين أن مشاركته في المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار تتعارض مع متطلبات المرحلة سوريا وسعوديا، وهو ما دفع به الى التغيب بعد ليل طويل من الاتصالات والمداخلات.

back to top