احكي يا أم عبدالله
الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال، الإنجاز المفخرة الذي يعيد لنا الأمل ويبعث فينا الطمأنينة... جاء ليشعل شمعة ومضاء في وسط ظلام اليأس... فكم نحن عطشى إلى هكذا إنجاز.. ليأتي بعد ذلك المدَّعون يهرفون بما لا يعرفون.
احكي يا أم عبدالله واروي قصتك لمن ادعى بأن الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال تقوم بأنشطة تبشيرية وتنصيرية... تلك الجمعية الخيرية التي تحمل رسالة إنسانية سامية ونبيلة من أجل الأطفال الميؤوس من شفائهم..، أسسها الدكتور الإنسان هلال الساير وحرمه المرأة الخيِّرة مارغريت الساير وأعضاؤها المتطوعون وما بذلوه من جهد وعطاء لمدة عشرين عاماً، تحملوا خلالها مسؤولية أخلاقية عظيمة في إنشاء مشروع يخفف ويسكن آلام هؤلاء الأطفال الذين فُقد الأمل في شفائهم، ويوفر المكان الأمثل لرعايتهم الطبية المجانية في جو عائلي حميم يمنحهم ما يرغبون فيه من لعب ومرح وترفيه، ويشعرهم أنهم يعيشون حياة طبيعية كسائر الأطفال، حتى يحين موعد الرحيل ويقضي الله أمراً كان مفعولاً.احكي لهم يا أم عبدالله عن دور تلك الجمعية في تحقيق وعدك لقرة عينك... حين صارع المرض جسده الصغير... وأصبح حبيس جدران المستشفى في لندن لسنتين... ورحلة العلاج الطويلة وآلام الإبر والحقن وأشعة الرنين المغناطيسي.. وعدته، بعد أن فقدت الأمل في شفائه، أنه لن يذهب إلى المستشفى ثانية... وطلبت من الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال أن توفر له رعاية طبية في البيت... لتلبي الجمعية رغبتك حتى توفاه الله، وهو في حضنك الحنون... ولتبدأ الجمعية مشروعها الإنساني الذي استلهمته من فكرتك وتطلق عليه اسم «بيت عبدالله»*، إكراما له ولأمه الشجاعة.ويصبح حلم تحقيق المشروع واقعاً هدفه توفير العلاج التلطيفي والرعاية الصحية والنفسية للأطفال وتقديم المعونة والمساندة لذويهم بعيداً عن جو المستشفى التقليدي، من خلال تأسيس مشروع يشرف عليه فريق مؤهل ذو كفاءة عالية من الأطباء واختصاصيين «حياة الطفل» (وهو دبلوم ساهمت الجمعية في رعايته بالتعاون مع جامعة الكويت)... وهو المشروع الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط الذي يوفر خدمات الطوارئ والرعاية التي يختارها الأهل سواء المنزلية أو المسكن الآمن في «بيت عبدالله» الذي تقدر تكلفة بنائه بنحو 9 ملايين دينار، على مساحة 20 ألف متر مربع على البحر مباشرة، بدعم من الشركات الأهلية والبنوك والمؤسسات الخيرية والأفراد، وقامت بتصميمه المهندسة المبدعة علياء الغنيم ليتواءم مع متطلبات واحتياجات الأطفال ويوفر مناخاً مريحاً ينتشلهم وأهليهم من الشعور بالوحدة والخوف. ورغم حالة العجز واليأس وصعوبة التعايش مع المرض فإن العناية الفائقة والرحيمة والأعداد المتزايدة من المتطوعين تحاول جاهدة أن تخفف من معاناة وآلام الأطفال في أيامهم الأخيرة وتقدم العون والمساعدة والمواساة لأهاليهم قبل وبعد فقدانهم أحبائهم وفلذات أكبادهم... ذلك الإنجاز المفخرة الذي يعيد لنا الأمل ويبعث فينا الطمأنينة... جاء ليشعل شمعة ومضاء في وسط ظلام اليأس... فكم نحن عطشى إلى هكذا إنجاز.. ليأتي بعد ذلك المدَّعون يهرفون بما لا يعرفون.احكي لهم يا أم عبدالله عن «بيت عبدالله» الذي نفذته الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال... ليكفوا عن هرطقاتهم.* لايزال المشروع بحاجة إلى المزيد من المتبرعين والمتطوعين.. ولمن يرغب في ذلك، يرجى التكرم بزيارة الموقع التالي: http://kacch.org