إلى روح والدي... في ذكرى رحيله
***نوافذ قلبك مشرعة للريح،تعيد ترتيب الحديث الذي كان،وما لم تقله الحكاية للضفائر المرسلة،تعيد ترتيب الحديث الذي لم تقله،حين اصطُفق الباب في وجه من رحلوا***عيناك نهر غارق في صمته،....مَن تُراه انتزع سكون الصمت،وأهدى تلك السنبلة ثوب الجحود؟!***ها أنت ثانيةتعود منتظماً مثل حقائب أعدت للرحيلتتقاسمك الجهات،وتبحث عن قبر خامس لرحيلك الجديد،المدينة التي آوتك جفّ ماؤها،واصطفّ خلف بابها السدنة والمريدون،***ها أنت من جديدتبحث عن قبر خامس،وتستحضر في اللحظة الراعشة روح أبيك،حين خلف وراءه:«مغيب الشمس/ الهزيع الأخير/ الروابي تَلُم بقايا دثارها»ومراتع الغزلانروحَ أبيكحين تُطل من البقيع الطّاهر،وتحلّق بأسماء إخوتك الطيبين،***الآن علمتُ لم خلّف الصغار اليانعين وراءهويمّم شطر المسجد الحرام؟!الآن علمتُ لمَ سلّم كفّه مُفرغة لروابي نجد،وأهدى روحك اليانعةللفجاج الصغيرة،ورمال الصحراء!...الآن علمتُ لمَ يمّم شطر المسجد الحرام!***تجول بمفردك الآفاق،مدينة تقذفك إلى أخرى،وحنين يتلمّس الوجوه الغريبة،الوجوه التي لم تحتضنها يوماً،ويضمّ ثراها عظام ناسك الطيبين،***ها أنت...تحلق بروح أبيك،أبيك الذي يمّم شطر المسجد الحرام.
توابل
تحلق بروح ابيك
21-02-2010