آمال: 
لا تتلفت 
يا سعودي

نشر في 09-08-2009
آخر تحديث 09-08-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي نحن الكويتيين، من المحيط إلى الخليج، نترقب موقف السعودية كما يترقب التلاميذ نتائج امتحاناتهم، فالسعودية الشقيقة هي قبلة المسلمين، وسيحتشد في بقعة صغيرة منها بعد نحو شهرين - في العشر الأواخر من رمضان - نحو مليون مسلم، لأداء العمرة، وبعد رمضان بشهرين سيحتشد نحو ثلاثة ملايين مسلم في البقعة المباركة ذاتها لتأدية فريضة الحج، والخنازير الموبوءة الآن تفرك يديها وتدلك أنوفها وتمسح بطونها في انتظار هذه الوجبة الإسلامية المعتبرة. والثلاثة ملايين حاج هؤلاء بعضهم عبقري لا يكتب ولا يقرأ ولا يأكل، منهم من يعيش في أحراش إفريقيا، ومنهم من سيأتي من مجاهل شبه القارة الهندية، وآخرون شرواهم، كلهم أو جلهم استمعوا إلى فتاوى وتفاسير «علمائهم» الذين أكدوا لهم أن الخنازير ما هي إلا يهود سخط عليهم الله، وهؤلاء اليهود عيال الكلب، الذين هم الآن خنازير، يريدون أن يضربوا الإسلام ويهدّوا أحد أركانه ليسقط على رؤوس المسلمين، فلا تهنوا ولا تحزنوا أيها المسلمون، حجوا ورددوا: الموت للخنازير، الموت لإسرائيل. وطبعا سيتحدى هؤلاء المسلمون الخنازيرَ وسيحجون، وسيعودون إلى أهليهم محملين بالهدايا والوباء، أو محمولين على النعوش بعد أن قتلتهم إنفلونزا اليهود، التي هي إنفلونزا الخنازير، وستكون السعودية وقتئذٍ – لا قدر الله - مركزاً للمرض على ظهر هذه المعمورة.

والسعودية الآن تمسك بمقود السيارة، ونحن جيرانها الغلابة، الطوفة على الطوفة، أهل الخليج واليمن والأردن ومصر، نجلس في المقعد الخلفي، والسيارة على قمة جبل شاهق وأمامنا منحدرات وعرة، وكلنا نطل من خلال نوافذ السيارة ونشاهد الصخور المدببة في سفح الجبل، فيتملكنا الرعب، ونضع أيدينا على أفواهنا خوفاً وهلعاً، فإن غفلت السعودية عن الطريق، أو تلفتت، فستهوي بنا السيارة. لذا لا نملك إلا أن نواصل الصراخ كي نصد هجمات النعاس والغفلة عن قائد السيارة.

شقيقي السعودي قائد السيارة، أرجوك، اجلس مع منظمة الصحة العالمية، واستفتها في الأمر، وتأكد من توافر اللقاح المضاد في مستودعاتك بما يكفي الملايين الوافدة لمكة المكرمة، فإن نصحَتك المنظمة بمنع الحج والعمرة هذا العام، أو إن لم يتوافر اللقاح بالكميات المطلوبة، فاطلب من مشايخ الدين الانتشار في وسائل الإعلام لتحذير الناس وإبلاغهم عدمَ إمكان الحج والعمرة هذا العام، خوفاً على الإسلام والمسلمين، فالناس لن تصدق وزير الحج أو وزير الإعلام كما تصدق المشايخ، مع التقدير لشخوص الوزراء.

وأرى أن يجتمع علماء المذاهب كلهم في مكة – إذا نصحت منظمة الصحة بمنع الحج لعدم توافر الدواء أو لأي سبب آخر – ليصدر كل منهم بياناً إلى أتباع مذهبه يشرح لهم فيه خطورة الموقف.

الخشية من إغضاب الناس، والمغامرة بفتح بوابات مكة للحج دون احتراز، ستهلكنا أيها السعودي الشقيق، وستتحمل أنت وحدك السبب، فاحذر المنحدرات الوعرة يا رعاك الله. 

back to top