أبدى المزارع الفلسطيني، الذي يعيش في غزة أحمد العطار في الخمسينيات من عمره، تفاؤله بموسم زراعي جيد في أعقاب هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال الأيام الأخيرة، إلا أن مشاعر الخوف من فقدان الموسم، وتوفير لقمة العيش لأبنائه، يختلجان أنفاسه مع تزايد حدة التصعيد الإسرائيلي على المناطق الزراعية القريبة من الحدود.

Ad

وتتعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تذكير سكان القطاع بشكل عام، والمزارعين بشكل خاص، في المنطقة الأمنية العازلة التي أعلنتها غداة انسحابها من القطاع عام 2005 والتي يبلغ عمقها 600 متر.

ويقول العطار الذي يمتلك مزرعة كبيرة قرب الحدود الشرقية لـ"الجريدة": إن "ري أشجاره يكلفه مبالغ مالية كثيرة، وجهداً كبيراً، وإن سقوط المطر بكميات كبيرة خلال الأيام الماضية سيغنيه عن دفع مبالغ مالية جديدة".

ويلفت الفلاح الفلسطيني، إلى أن إسرائيل تتعمّد التصعيد وخلق حال من التوتر خلال كل موسم زراعي أو حصاد، وأضاف بحرقة: "الفرصة الآن ذهبية لإتمام زراعة الكثير من المحاصيل".

وكثفت قوات الاحتلال خلال الأسبوعين الاخيرين من نيرانها وتوغلاتها للأراضي الزراعية القريبة من الحدود، خصوصاً التي تشترك مع إسرائيل بنحو 13 كيلومتراً من الناحيتين الشمالية والشرقية.

وتقول أم صابر 45 عاماً، التي تمتلك وعائلتها مزرعة صغيرة من محصول التوت الأرضي قبالة الحدود الشمالية لـ"الجريدة": "الأمطار الأخيرة وفّرت علينا الوقود الخاص بتشغيل بئر المياه"، وأضافت بحسرة: "لكن طلقات النيران وقذائف المدفعية الإسرائيلية المتقطعة منذ أكثر من أسبوعين، حرمتنا الذهاب إلى المزرعة".

وأشارت الفلاحة الفلسطينية التي تعتمد عائلتها على الزراعة لتوفير غذائها وحاجاتها إلى أن المزارعين في المناطق المتاخمة للحدود مع إسرائيل يفضلون الزراعة الموسمية على الأشجار المعمرة، لتجنّب الخسائر الفادحة التي قد تصيبهم بسبب أعمال التجريف المتواصلة.