إيهاب حسن
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
عمل إيهاب حسن مخلصاً للنظرية الأدبية، وساهم في وضع أطر مصطلح ما بعد الحداثة، واشتهر بجدوله عن الحداثة وما بعدها. نشر مجموعة من الكتب المؤثرة في الحداثة وما بعد الحداثة، أولها كتاب "البراءة الراديكالية: دراسات في الرواية الأميركية المعاصرة" عام 1961، وآخرها مجموعة مقالاته التي كتبها بين عامي 1998 و2008 تحت عنوان "بحثاً عن لا شيء: مقالات مختارة"، كما نشر عدداً لا يحصى من المقالات الأدبية عن الأدب والرحلة والنقد، ولكنه في كل هذا عاش مفكراً أميركياً لا يمت للحياة الثقافية العربية بصلة.لم يلتفت إيهاب حسن إلى العالم العربي الذي تركه خلفه، ولم أقرأ له سوى قصة واحدة بعنوان "أحمد"، يتحدث فيها عن شاب مصري من دمنهور جاء إلى نيوزيلندا ليعمل نادلاً في "الهيلتون" فيتعرف إلى الراوي (إيهاب حسن) الذي يخبره أنه من لبنان، ولكنه لا يعرف شيئاً عن لبنان أو اللبنانيين. يصحبه الشاب المصري وزوجته في جولة في الحي اللبناني، ويدعوه إلى وجبة لبنانية ثم يحدثه عن أخته التي تسكن في الأردن وأطفاله في مصر من زواجه الأول. يعود الراوي إلى أميركا ليكتشف سرقة بطاقته الهاتفية ومطالبة شركة الاتصالات ATandT بمبلغ يفوق الألف دولار عن مكالمات لمصر والأردن. ينكر الراوي أنه أجرى هذه المكالمات، وأنه لا يعرف أحداً في مصر أو الأردن. تتدخل الـFBI وعضوان من الكونغرس لإسقاط الفواتير عنه. يعود مرة أخرى إلى نيوزيلندا بحثاً عن أحمد الذي يجده مصاباً بالسرطان. يدخله أحمد إلى غرفة خاصة أقام بها قرية مصرية كاملة بمنازلها الطينية وحقولها ومواشيها وحميرها وقططها، فلا يجد الراوي مجالاً ليسأله عن الفاتورة، وإن سأله بسوء نية عن أخته التي تعمل في الأردن. بالمناسبة إيهاب حسن ليس روائياً والعمل لا يندرج تحت ما يسمى "Fiction".إيهاب حسن، الذي يحاول الأدب العربي والإخوة في مصر إعادة اكتشافه والاحتفاء به بين مناسبة وأخرى، مع كل تقديري لطرحه النقدي وجهده الإبداعي في النظرية الحديثة، لن نجد فيه ما وجدنا في أحمد زويل أو إدوارد سعيد، فالرجل دخل مصر مرة واحدة سراً، وخرج منها سراً وإذا كان يريد ذلك فليكن له ذلك. نناقشه كمفكر أميركي أو إنساني نعم، أما ان نجبره على أن يكون مصرياً وعربياً فلا.