تنبعث الجملة، في المجالس الأدبية داخل الكويت، فيما يشبه حسرةً:

Ad

«كانت الكويت وكنا سبّاقين في إطلاق المبادرات الثقافية».

وفي أحياناً أخرى يُذكر، خارج الكويت، من باب الإنجازات الثقافية والفنية التي قدمتها الكويت إلى محيطها الخليجي وإلى ساحتها العربية، فيؤكد المتحدث العربي:

«للكويت فضل... كيف يمكن أن ننسى مجلة «العربي»، وسلسلة «عالم المعرفة»؟».

نعم، كانت الكويت منارة الخليج، والمدفع الثقافي والفني التنويري الذي لا ينفك يطلق المشاريع الثقافية والفنية الرائدة، التي تؤثر في الساحة العربية بأسرهأ، لكن السؤال المطروح اليوم: ما الذي حصل ليمنع الكويت عن إكمال مسيرتها وإطلاق المبادرات الثقافية والفنية؟

إن الإجابة عن السؤال أعلاه تتطلب بالضرورة نظرة متأنية لمختلف الأطراف المشاركة في عملية الحراك الثقافي والفني داخل الساحة الكويتية، والتي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

1 - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كمؤسسة رسمية.

2 - رابطة الأدباء، كمؤسسة أهلية.

3 - المبدعون الكويتيون على اختلاف الأجناس الأدبية والفنية التي يشتغلون بها.

4 - مجلس الأمة، كمؤسسة تشريعية.

5 - وزارة التربية.

6 - وزارة الإعلام.

7 - المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للفنون الموسيقية.

8 - جمعيات النفع العام المعنية بالشأن الثقافي والفني، كجمعية الصحافيين، والفرق المسرحية الأهلية،

وجمعية الفنون التشكيلية، ورابطة الاجتماعيين، وجمعية الخرجين، والجمعية النسائية، وجهات أخرى.

9 - الصحافة الكويتية.

10 - المؤسسات الكويتية الخاصة المشتغلة بالهم الثقافي والفني، كمؤسسة سعود البابطين للإبداع الشعري، ودار الآثار الإسلامية، ودار سعاد الصباح.

11 - التجمعات والمنتديات الثقافية الأدبية، كملتقى الثلاثاء، ومشروع الرواق، ونادي ديوان، ومشروع الجليس.

12 - المثقف والمتابع الكويتي.

13 - الأسرة الكويتية.

إن وقوفاً متأنياً أمام المؤسسات المعنية رسمية وأهلية، يظهر بجلاء أن الثقافة شأن عام وخاص، وأن العام مندغم بالخاص، وأن هذا الشأن معقد لدرجة كبيرة، فإذا أضيف لكل ذلك تأثير الحراك والذوق الاجتماعي السائد على المبدع من جهة، وعلى المؤسسة الثقافية من جهة ثانية، فإن المحصلة تظهر إمكان تشبيه الثقافة بعجلة دائرية، وأن كل ترس في هذه العجلة يؤدي عملاً ودوراً مهماً، وأن نهوضاً ثقافياً وفنياً يتطلب بالضرورة تضافر وتكاتف كل الجهود، وبالتالي دوران العجلة بكامل تروسها. وأنه لا يمكن لهذا النهوض أن يسطع باندفاع ترسٍ واحد، أو إخلاص ترسٍ آخر.

ذكرت في مقالي السابق أن حالة من السكون تخيم على الساحة الثقافية الكويتية، وهنا أقول إن الجميع مسؤول، والجميع مطالب بتحرك حقيقي مخلص يليق بسمعة الكويت، ويكفل لها إمكان إطلاق مبادرات ثقافية حقيقية قادرة على لفت الأنظار إليها، وإعادة شيء من البريق الجميل إلى وجهها المشرق.