درايش حمائمُ درعا
كلُّ ليلٍ يمرُّ في الشوقِ... عامُ هكذا كان يسهرُ المُستهامُ
يُشعِلُ الليلَ أغنياتٍ لينسى ثم يأسى... ودمعتاه مَقامُ من دمشقٍ تناوبَتْه طيوفٌ كحشودٍ، فأينَ منه المنامُ؟! رُغم بُعْدٍ... حطّتْ على راحتيه وهْوَ يدري أنّ الحمائمَ شامُ كان يُصغي... وللهديلِ حديثٌ ذو شجونٍ، وفي السماءِ غمامُ يا حماماً يمرُّ في أُفْقِ «درعا» والجناحانِ: صرخةٌ وملامُ هل غمامٌ – يا مُثقَلَ القلبِ قُل لي- في سماكم تُزيله الأيامُ؟! أم هو الجُرحُ ثابتٌ في الزوايا كالمرايا... تعدُّدٌ وانفصامُ؟ صرخةُ القهْرِ مَن يحُدُّ صداها؟!لا فضاءٌ لا حاجبٌ لا ظلامُ أقيودٌ؟!... وفي المعاصمِ نبضٌ ثارَ غيظاً لأنّ روحاً تُضامُيا رعى اللّه أهلَ «درعا» وكانوا كصفوفٍ والمجدُ فيهم إمامُ علّمونا: وإنْ تجبَّرَ طاغٍ بانتظامٍ، فلن يدومَ «النظامُ»