الأسواق الكويتية القديمة
ما يميز الكويت القديمة هو أسواقها الكثيرة العدد، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الرخاء الاقتصادي، وعلى الرغم من كثرتها فإنها أخذت طابع التخصص في السلع، فكل سوق يحتوي على نشاط يختلف عن السوق الآخر، كما امتازت الأسواق القديمة بتمركزها في قلب المدينة وتلاحقها وقرب بعضها من بعض، ويلاحظ أن المشتغلين في الأسواق الكويتية بالماضي هم من أهالي الكويت وسكانها.إن الأسواق الكويتية القديمة كانت تشكل المعالم الرئيسة لمدينة الكويت قديماً، ولقد واكبت تطور الكويت منذ بداياتها الأولى، فهي تعبر عن التراث الشعبي بما تحمله هذه الكلمة من معنى ومما يثير الأسى في النفوس أن أغلبية هذه الاسواق القديمة قد تغيرت معالمها، إما بإزالتها نهائياً أو بتغير طابع التخصص أو بتداخل عدة تخصصات في السوق الواحد، مما أفقدها طابعها القديم.
لقد كان للأسواق القديمة طابع هندسي جميل ومميز، ومن حيث طبيعة المحلات والدكاكين فهي غير مرتفعة ومتراصة بعضها مع بعض، ويقابل بعضها البعض وأسقفها من الداخل مسقوفة من خشب «الجندل» و»الباسجيل» بأشكال هندسية جميلة، تلك المحلات لها أبواب خشبية عبارة عن «صفاكات» كل واحدة تنثني على الأخرى، كما أن هذه الأسواق أغلبها مغطى بسقوف من «العرشان» لوقاية المارة من حرارة الشمس وأمطار الشتاء، إلا أن جميع الأسواق في الأربعينيات قد أزيلت أسقفها جميعها المقامة من «العريش» واستبدل «بالجينكو» الحديدي لسبب أن هذا إذا حدث حريق - لا سمح الله – فإنه سوف يأتي على السوق كله، وذلك من الاحتياطات التي اتُّخذت إبان الحرب العالمية الثانية.