واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، مشاوراته لليوم الثاني مع القيادات السياسية والهادفة إلى محاولة إيجاد حلول ومخارج لحال الجمود القائمة، وإعادة تسيير عجلة مؤسسات الدولة، واستئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني، في حين لم يظهر في الأفق أي تغير في مواقف الأطراف المختلفة في ما يتعلق بالموضوع الأساسي، والذي يتمثل في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

Ad

والتقى سليمان رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والوزير محمد الصفدي، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنائب آغوب بقرادونيان.

إلى ذلك، اختتم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته لباريس أمس، بغداء عمل مع نظيره الفرنسي فرنسوا فييون. وقال الحريري بعد اللقاء، إنه بحث مع فييون في "التحديات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة". وأضاف: "فرنسا كانت تقف مع لبنان وستبقى كذلك، كما تطرقنا أيضاً إلى التهديدات الإسرائيلية وموضوع الغجر والمحكمة الدولية، وفرنسا لا تزال تدعم هذه المحكمة، كما أننا ملتزمون بالمسار السعودي - السوري، وهذا المسار يجب ان نعطيه وقته، وأن يصل الى نتائج، بينما هناك اطراف يجب أن تقوم بما عليها".

ورداً على الاتهامات الموجّهة إليه بتقطيع الوقت قبل إصدار المحكمة الدولية لـ"القرار الظني"، أجاب الحريري: "أنا لا أضيّع الوقت ولا اتأخر، بل أعتبر أن الآخرين الذين يتهمونني بتضييع الوقت هم الذين يجب عليهم ان يقوموا ببعض الأمور، وهم يعرفون أنفسهم ولم يقوموا بما عليهم بعد".

 وتابع: "الأمور إن شاء الله ايجابية ونحن لدينا كل النية للتوصل الى تفاهم بالحوار والهدوء، قلتها وأُعيدها بأن الكلام العالي في لبنان لا يفيد، وما يقوم به رئيس الجمهورية من تحرك هو أمر جيد، وإن شاء الله فور عودتي الى لبنان سينعقد مجلس الوزراء".

وذكرت مصادر مطّلعة أن الحريري طرح في اللقاء موضوع تسليح الجيش اللبناني، وما يمكن لفرنسا أن تقدّمه في سبيل دعم الجيش وتقويته".

وأكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "الرئيس سليمان حريص على دوره كحامٍ للدستور وراعٍ للحوار، وهو لا يوفر فرصة إلا ويحاول العمل عليها تأمين الاستقرار والتواصل، وإثبات صفته انه على مسافة واحدة من الجميع".

وأكد مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، علي حمدان أمس، أن "التنسيق قائم بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، كاشفاً أن بري "لن يكون بين الأقطاب الذين يستقبلهم رئيس الجمهورية في قصر بعبدا لأنه أمّ الصبي في موضوع الحوار إما لجهة انطلاقه أو لجهة مواضيعه وأركانه".

وقال حمدان: "طلب نقل موضوع شهود الزور إلى طاولة الحوار الوطني دليل قاطع على أن هذا الموضوع هو من الخطورة بمكان ما يستوجب إحالته إلى المجلس العدلي". وأضاف: "لا أتصوّر أن هذا الموضوع سينتقل إلى طاولة الحوار".

في سياق منفصل، اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا أن "اليوم أصبحنا نعيش في دولة المافيا وليس في دولة القانون"، مشيراً الى أن "مدعي عام التمييز سعيد ميرزا أصبح في وضع المتهم، وذلك من خلال فضح سرية التحقيق في قضية العميد المتقاعد فايز كرم"، وقال: "بأي حق ميرزا يتهم ويصدر الحكم، والعميد كرم حتى الآن لم يصدر اي حكم بحقه او أي قرار اتهامي؟".

وعن ردّ القاضي ميرزا عليه، سأل نقولا: "من اين له الحق بأن يرد على نائب وهو موظف؟، مَن هو المسؤول اليوم عن سعيد ميرزا، هل هو مجلس القضاء الأعلى أم وزير العدل ام رئيس الجمهورية ام رئيس الحكومة، مَن هو المسؤول ليحاسب هذا الفاسد الفاسق؟"، وتوجه الى ميرزا بالقول: "أقول لسعيد ميرزا ابن زغرتا وابن كرم ليس بعميل، وهو أشرف من كل الذين يحققون معه".