قبل ساعات من انتهاء مفعول قرار التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية، الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو قبل عشرة أشهر، وبينما كانت الاتصالات تتواصل حتى اللحظات الأخيرة على أكثر من خط لمحاولة التوصل إلى حلٍّ يمنع انهيار المفاوضات المباشرة، بادر المستوطنون إلى استئناف أعمال البناء رمزياً مدعومين بمشاركة سياسية من الجناح المتشدد في حزب "ليكود" الذي يرأسه نتنياهو وبحزب "إسرائيل بيتنا" وأحزاب يمينية أخرى.  

Ad

وبينما بدا أن الضغط الأميركي على نتنياهو بدأ يتراجع مع دعوة كبير مستشاري الرئيس الأميركي ديفيد اكسلرود الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مواصلة المفاوضات ومناقشة مسألة الاستيطان خلال التفاوض، رمى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الكرة مجدداً في ملعب الدول العربية، وطلب عقد اجتماع لوزراء خارجية دول لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لاتخاذ قرار بشأن الاستمرار في المفاوضات أو عدمه.   

إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية رفيعة لـ"الجريدة" أن الصيغة التي توصل إليها نتنياهو وعباس وتفردت "الجريدة" بنشرها سابقاً لا تزال سارية. وتنص هذه الصيغة على مواصلة المفاوضات المباشرة وعدم تمديد التجميد المؤقت، على أن تبادر وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى عدم المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة، بينما يتواصل البناء في المستوطنات الكبرى وفق معادلة "النمو الطبيعي"، وأن تتم إزالة ما يسمى المستوطنات العشوائية الصغيرة، كما تعهد الجانب الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق إطاري خلال عام.

وحث نتنياهو أمس المستوطنين اليهود وكل القوى السياسية الإسرائيلية على "إبداء ضبط النفس وإظهار حس المسؤولية اليوم ولاحقاً كما أبدوا تماماً ضبط نفس ومسؤولية خلال عشرة أشهر حين تم تعليق أعمال البناء"، إلا أن المستوطنين وضعوا الحجر الأساس لحي استيطاني جديد في مستوطنة "كريات نتافيم" ولدار حضانة في مستوطنة "إلداد"، كما جرى احتفال ضخم في مستوطنة رفافا بانتهاء حظر البناء.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي زعيم حزب "العمل" إيهود باراك، الذي عاد أمس إلى إسرائيل قادماً من نيويورك إذ أجرى مشاورات مع الإدارة الأميركية، قال إن هناك فرصة بنسبة خمسين في المئة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين بخصوص الاستيطان.

وأشار باراك، الذي توقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يمارس ضغوطاً على نتنياهو، إلى أنه يشارك الرئيس الأميركي باراك أوباما تفاؤله بأنه إذا تم تجاوز مأزق تجميد البناء في المستوطنات، فإنه سيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عام.

واعتبر زعيم حزب "العمل" أن المشكلة الآنية التي تواجه نتنياهو وعباس هي القيود المفروضة عليهما بفعل الضغوط السياسية الداخلية على كل منهما.