كشفت وزيرة التربية عن نيتها تبني نموذج مدينة ريجيو إيميليا الإيطالية كأحد المشاريع التطويرية في وزارة التربية لمرحلة رياض الأطفال في الفترة المقبلة، على أن يتم إشراك كليات إعداد المعلم في صياغته.
أكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي د. موضي الحمود ان دولة الكويت متقدمة جدا من ناحية الاهتمام بمرحلة رياض الاطفال عبر ما توفره لهذه المرحلة بالذات، مشيرة الى ان نسبة التزام الاطفال التي وصلت الى 96 في المئة تعكس مدى الاهتمام من قبل الوزارة والوعي من قبل المجتمع رغم أنها مرحلة غير الزامية.وأكدت الحمود في تصريح للصحافيين أمس عقب ندوة "التعليم قبل المدرسي" التي نظمتها الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية في مقر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت، برعايتها وحضورها والتي اتخذت من مدينة ريجيو إيميليا الإيطالية نموذجا حيا لبرنامج تعليمي خاص بالطفولة المبكرة، اهتمام الاهالي بهذه المرحلة بشكل كبير الى جانب اهتمام الادارات المدرسية الامر الذي ادى الى مشروع ادخال بعض المناهج النظامية كاللغة العربية والانكليزية وبعض المفاهيم الرياضية الى الرياض الى جانب استخدام مهارات الحاسب الآلي لتعليم الطفل عن طريق اللعب والمهارات المختلفة.وكشفت الحمود عن نيتها لتبني النموذج المعروض ليكون احد المشاريع التطويرية في وزارة التربية لمرحلة رياض الاطفال في الفترة المقبلة على ان يتم اشراك كليات اعداد المعلم في صياغته بمعية "التربية"، مشيرة الى "ان ما رأيناه ممارسة ممتازة تعدت التعليم النظامي الى فتح المدرسة الى البيئة الخارجية وتعليم الطفل في البيئة الحقيقية كالجمعيات والاسواق والحدائق الامر الذي يؤدي بطبيعة الحال الى تنمية شخصية الطفل من خلال ربطه بالمجتمع لأن الشخصية الحقيقية للطفل تنمو في هذه المرحلة العمرية".وعن مشروع مدارس المستقبل أكدت الحمود ان المشروع مطبق والوزارة بصدد تقييم النتائج وتدعيمها وتعزيزها في المرحله المقبلة للتطوير والتوسع.الاهتمام الدوليمن جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية أن الاهتمام الدولي بشأن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بدأ في عام 2009، عندما قرر المؤتمر العام لليونسكو عقد مؤتمر دولي يكرس هذا الموضوع البالغ الأهمية، لافتا إلى أن "أهم الأهداف التي احتوى عليها المؤتمر هي إعادة التأكيد على الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة كحق لجميع الأطفال وأساس للتنمية، وتقييم التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في تحقيق الهدف الأول للتعليم للجميع، وتحديد القيود التي تعارض التوسع اللازم والمنصف في توفير الامكانات من خدمات الرعاية والتربية الجيدة في مرحلة الطفولة المبكرة، ووضع مقاييس وغايات أكثر تحديدا للهدف الأول للتعليم لعام 2015 وما بعده، وتحديد العوامل التمكينية الأساسية التي تسمح للدول الأعضاء ببلوغ الغايات المحددة، بالإضافة إلى سعيه نحو تعزيز التبادل العالمي للممارسات الجيدة في مجال تربية ورعاية الطفولة المبكرة ومساعدة الدول في بناء قدراتها في هذا المجال". ومن جانبه، أكد الأكاديمي التربوي الدكتور محمد جواد رضا أثناء شرحه لدراسته التي أعدها عن التعليم قبل المدرسي "أهمية العناية بالتربية ما قبل المدرسية اذ هنالك تتفتح شخصية الطفل"، لافتا إلى ان "القضية هنا ليست قضية تمويل التعليم فقط ولا هي قضية إدارة النظام التعليمي، بل قضية أنه لم يعد من مصلحة الأجيال الجديدة أن تنفرد الدولة وحدها بإدارة هذا النظام وتوجيهه من دون أن يكون لأصحاب الولاية الشرعية الأولى عليه (الآباء والأمهات) إسهام مباشر وايجابي فيه، فإن أولياء الأمور هم المسؤولون الأولون عن تربية هؤلاء الأبناء، لأن كل قصور في تربية هذه الذرية اليوم سينعكس سلبا عليها عندما تكبر ويحين وقت مشاركتها في نظام المجتمع العام من عمل وإنتاج وكسب للرزق واحتلال للمراكز الاجتماعية".تجربة ريجيو إيميلياواستعرض الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت الدكتور علي عاشور الجعفر تجربة (ريجيو إيميليا: مدينة تعيش في مدرسة) والتي تعتبر إحدى التجارب الرائدة في العالم في التعليم قبل المدرسي، والتي اعتبرتها مجلة نيوزويك الأميركية في عدد الثاني من ديسمبر 1991 في إحدى مقالاتها من أفضل عشر مدارس في العالم، وكان من بينها مدرسة (ديانا) التابعة لبلدية ريجيو إيميليا الإيطالية بوصفها صاحبة أفضل برنامج تعليمي خاص للطفولة المبكرة، مشيرا إلى من الأشياء التي تميز مدارس ريجيو إيميليا التعاون بين كل الأطراف، فالطرف السياسي ممثل في عمدة المدينة، والطرف الاقتصادي ممثل في تجار المدينة وشركاتها، والطرف الثقافي ممثل في المسرح والمتحف والموسيقيين والشعراء، والطرف الاجتماعي ممثل في احتضان أهالي المدينة لهذا النشاط، كل ذلك لتحقيق تلك الأفكار الملهمة والمثيرة والمحرضة التي جعلت من ريجيو إيميليا مدينة تعيش في مدرسة".ومن جانبها تحدثت الموجهه الأولى لمرحلة رياض الاطفال في منطقة العاصمة التعليمية ضياء العصفور عن تجربة زيارة رياض الاطفال في ألمانيا مؤكدة ان مدارس الرياض في الكويت مؤهلة تماما لخوض اي تجربة الا ان الاسلوب في التدريس يختلف.وأكدت اهمية تبني اساليب حديثة مشمولة برؤى وافكار ومشاريع جديدة لاكساب الطفل التواصل بينه وبين المعلم من خلال مجموعة من الخطوات الايجابية.الرشيدي يقترح... والحمود ترحبوصف الاستاذ المساعد في قسم اصول التربية بكلية التربية في جامعة الكويت الدكتور غازي الرشيدي تجربة ريجيو ايميليا بأنها راقية ولعبت دورا كبيرا في تغيير الثقافة في ايطاليا، متسائلا: "كيف يمكن تطبيق هذه الفكرة في مجتمعنا المدرسي؟".وتقدم بمقترح بتخصيص مدرسة واحدة في الكويت تتبنى هذا المشروع مع ضرورة التنسيق بين وزارة التربية وكليتي التربية والتربية الأساسية، ما من شأنه احداث تغيير في ثقافة المجتمع الكويتي، مع جعل هذه المدرسة نموذجا يحتذى به من قبل بقية المدارس في البلاد، "وبذلك نصل الى حل علمي واقعي اذ اننا نحتاج الى تغيير الفكر الذي يحتاج الى تغيير الثقافة وكلاهما يحتاج الى توطيد". ورحبت الوزيرة الحمود بفكرة الرشيدي خلال تعقيبها على المتحدثين.
محليات
الحمود: سنتبنى نموذج «ريجيو إيميليا» الإيطالية كمشروع تطويري لمرحلة رياض الأطفال
13-12-2010