البصيري: لا حريق في طائرة «الكويتية»... والمجال الجوي لم يغلق إلا 40 دقيقة لإخلاء المدرج

نشر في 12-11-2010 | 00:01
آخر تحديث 12-11-2010 | 00:01
تحقيق مشترك من «الكويتية» و«الطيران المدني» للوقوف على أسباب هبوط طائرة دكا اضطرارياً
نجح قائد الطائرة الكويتية المتجهة إلى بنغلادش في الهبوط بها اضطرارياً بلا مشكلات تذكر، بعد أن تصاعد داخلها الدخان عقب إقلاعها بدقائق.

بينما أكد مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عادل بورسلي أن المؤسسة وسلطات الطيران المدني فتحتا تحقيقا مشتركا للوقوف على سبب هبوط الطائرة الكويتية المتجهة إلى دكا إضطراريا مساء أمس الأول بعد إقلاعها بدقائق، قال وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. محمد البصيري إن حادث الطائرة وقع بعد إقلاعها بسبع دقائق، حيث ظهر مؤشر للكابتن في غرفة القيادة بظهور دخان في الأسلاك الكهربائية للطائرة.

وأشار البصيري إلى أنه في مثل تلك الحالات يرجع الكابتن إلى المطار الذي اقلع منه، وأعطى إشارة للبرج بأنه راجع مرة أخرى وتمت التهيئة له للهبوط الاضطراري ولله الحمد تم الهبوط بشكل سليم، وأخليت الطائرة خلال خمس وأربعين ثانية، مما يعتبر انجازا ورقما قياسيا لطاقم الطائرة ".

وبين أن خروج 224 راكبا خلال 45 ثانية صاحبه نوع من التزاحم أدى إلى إصابات في ما بينهم أثناء نزولهم من سلالم الطوارئ، وأكثر الاصابات عولجت في أرض المطار وأربع حالات فقط أحيلت إلى مستشفى الفروانية، مشيرا إلى أن هناك حالتين خرجتا من المستشفى، ولم يتبق سوى حالتين فقط، بينما يتم اجراء تحقيق في الحادث الآن لمعرفة أسباب حدوث الخلل في الطائرة التي تم سحبها ووضعها في الـ"هنكر"، وأفراد الجهاز الفني والهندسة والسلامة والصيانة يجرون التحقيقات الأولية لمعرفة أسباب ما حدث.

ولفت البصيري إلى ان الدخان لم يكن كثيفا، ولم يكن حريقا كما تم تداوله في بعض الوسائل الإخبارية، وإنما الكشف على الطائرة اليوم في الـ"هنكر" بين وجود آثار للدخان بشكل واضح، لافتا إلى ان التحقيقات لا تزال في بداياتها، آملا أن ينجز التقرير في أقرب فرصة ممكنة.

وردا على سؤال عن تأثير الحادث على حركة الطيران بمطار الكويت، قال البصيري "إن نزول 224 راكبا بشكل مفاجئ وعشوائي من سلالم الطوارئ، يعني انتشارهم بعيدا عن الطائرة وعلى المدارج ولذلك احترازيا ومن ناحية فنية وتقنية لا بد أن يوقف النزول على المدرج فترة مؤقتة حتى تجمع الركاب ويتم نقلهم إلى مكان آخر، ولذلك أغلق المجال الجوي أربعين دقيقة تقريبا حتى تم الاطمئنان إلى إخلاء جميع الركاب، والمدرج من المناطق المكشوفة وتم وضعهم في أماكن آمنة، بعدها تم فتح الأجواء ولم تتأثر حركة الطيران باستثناء أربع أو خمس طائرات حولت إلى مطارات قريبة".

ونفى البصيري أن تكون هناك تعليمات أو توصيات صدرت بإخراج الطائرة من الخدمة، وأن الحادث تم على طائرة ايرباص وهي من الطائرات الكويتية التي تجرى عليها صيانة بشكل دوري ودقيق، ولا تزال في الخدمة وصالحة للاستعمال، صحيح ان اسطول الكويتية كعمر في العشرينيات، وتكون بعد التحرير مباشرة ولكن نحن في قضايا الصيانة والسلامة دائما نعطيها الاعتبار الأول، وحتى المحركات تتم صيانتها في مصنع بلدها الأصلي الذي أنشئت فيه، ويتم صرف ملايين على الصيانة، لذلك لا يوجد أي خطر أو خوف من الصيانة في طائرات الخطوط الجوية الكويتية".

ولفت البصيري إلى ان تجربة ليلة البارحة (قبل الماضية) ان استجابات طاقم الطائرة ورجال الاطفاء كانت سريعة، وعملية الهبوط الاضطراري تمت على أعلى المستويات.

وكان 8 من ركاب الطائرة رقم 283 المتجهة الى بنغلادش تعرضوا لإصابات متفرقة، إثر هبوطها اضطراريا بعد إقلاعها بربع ساعة، وعلمت "الجريدة" من مصدر مسؤول في الطيران المدني أن الطائرة كانت قد أقلعت وعلى متنها  220 راكبا إضافة الى طاقمها المكون من 11 فردا، بعد ان قام فريق تابع لشركة الخدمات الجوية والارضية التابعة للخطوط الجوية الكويتية "ساسكو" بأعمال الصيانة لها، وتم التأكد من سلامتها ومن ثم سُمح لها بالإقلاع.

وذكر المصدر انه بعد إقلاع الطائرة لاحظ قائدها دخانا كثيفا يتصاعد من غرفة الملاحة ثم تسرب إلى مقصورة الركاب مما أثار الذعر بينهم، وبعدها توقف أحد المحركات، فسارع  كابتن الطائرة ومساعده باتخاذ تدابير يدوية لتشغيله وهو ما قد كان، إذ عاد المحرك إلى العمل، فاتخذ القائد قرارا سريعا بالعودة، وأبلغ برج المراقبة لأخذ الاذن، ثم تخلص من الوقود كإجراء احترازي، وقامت إدار المطار بإفراغ مدرج الهبوط، عمت في المطار حالة استنفار قصوى، إلا أن قائد الطائرة تمكن من الهبوط بها بسلام، وتم إنزال الركاب من خلال مخارج الطوارئ عن طريق السلالم المطاطية.

وأصيب خلال الهبوط مساعد كابتن الطائرة وهو مواطن يبلغ من العمر 21 عاما بكسر في قدمه، كما اصيبت مضيفتان تحملان الجنسية المغربية بسحجات وجروح متفرقة في الجسم، وأصيب اثنان آخران من المضيفين هما بنغالي وهندية، كما اصيب مواطن مسافر يبلغ من العمر 97 عاما وآسيويين، ونقلوا جميعا الى مستشفى الفروانية لتلقي العلاج.

وكانت إدارة الطيران المدني اتخذت جميع الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة ركاب الطائرة وكذا جميع المسافرين على متن الطائرات الاخرى إذ أوقفت إقلاع الطائرات من المطار ساعة كاملة حتى الانتهاء من التعامل مع تلك الطائرة، وحولت عددا من الرحلات إلى مطارات دول مجاورة، وبعد الانتهاء سجل محضر إثبات حالة بالواقعة.

إلى ذلك أصدرت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بيانا ذكرت فيه ان رحلتها التي اقلعت عند الساعة 10.46 مساء امس متوجهة الى دكا عادت الى مطار الكويت الدولي بعد ربع ساعة من اقلاعها بعد إبلاغ قائدها بوجود دخان في غرفة اجهزة الملاحة.

وصرح مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام في المؤسسة عادل بورسلي بأن الطائرة عادت الى مطار الكويت الدولي كإجراء احترازي يندرج ضمن اجراءات السلامة، مؤكدا حرص المؤسسة على انتهاج مبدأ الوضوح والشفافية مع مسافريها وفي كل ما يتعلق بمواضيع السلامة والمتانة التي تحرص المؤسسة اشد الحرص على استيفائها والمحافظة عليها.

وافاد بورسلي بأن فريق الطوارئ بالمؤسسة كان جاهزا في مطار الكويت الدولي للتعامل مع الحدث وتم اخلاء الطائرة اضطراريا، مشيرا الى وقوع بعض الاصابات الطفيفة لبعض الركاب ومنهم افراد الطاقم اثناء عملية الاخلاء على السلالم المطاطية.

back to top