آمال: بو عكاريش
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
إذاً... تغيرت المشاكل والطموحات والرغبات والنفسيات، وتغيرت الثقافة، وبات الكويتي، كغيره من مواطني دول العالم، يناقش مشاكله السياسية والاقتصادية ويحتج على هذا ويؤيد ذاك، وأصبح يشاهد ما تفعله الحكومات لخدمة شعوبها، وتابع تنافس فنلندا وآيسلندا والنرويج في قطاع الاتصالات، وكيف اشتعل السباق بين الحكومات الثلاث للتفوق على بقية دول العالم، فقرر برلمان فنلندا أن يضمّن الدستور مواد خاصة بالإنترنت باعتباره من حقوق الإنسان، فالتزمت الحكومة بذلك وتعهدت بأن توفر لكل منزل إنترنت بسرعة «1 ميغا بايت» كحد أدنى، فغضب الشعب النرويجي على حكومته وشعر بالغيرة، فخافت حكومته وتعهدت بأن «تشد حيلها»، وشدت حيلها بالفعل فتفوقت على فنلندا، ودخلت آيسلندا على الخط، وهات يا منافسة..كل هذا وحكومتنا تعيش على النظام القديم، وتختبئ خلف نظام المشيخة وفداوية الإعلام وفداوية البرلمان وفداوية الفتاوى وأهل الفتنة، وتركت الاتصالات على نظام «يا طير يا خافق الريش، سلّم على بو عكاريش»، وإلى أن يصل الطير أبو الريش برسالة العاشق إلى منزل معشوقته الآنسة أم العكاريش تكون اليابان قد أعادت بناء جسورها المهدمة جراء الزلزال إلى حالتها قبل الزلزال (العالم شاهد صور إعادة الإعمار، وكيف استطاع اليابانيون إعادة بناء طريق سريع خلال أقل من أربعة أيام).طيب وبعدين... ما الذي تبقى لم يفعله الشعب الكويتي ليعبر عن غضبه؛ استجوابات واستجوب، مقالات وكتبَ، مسيرات ومظاهرات وسارَ وتظاهرَ، لم يبقَ إلا أن «نطبع مفروشات ونوزعها»، على رأي اللمبي، بينما الحكومة تتمدد على أرجوحتها التي ربطتها بين شجرتين، وتستمتع بنكهة الفراولة على أنغام شتائم فداويتها لخصومها، والبلد يهوي ويهوي ويهوي، والشعب يغلي ويغلي ويغلي... وحتماً لن تستمر الأمور بهذه الصورة.