• فقط في الشارع العربي، الجميع يتحدث عن الشارع، نحن نعلم أنه في سبات عميق وأن الشباب العربي فضل الهجرة بصفة غير شرعية على البقاء في ديار العرب, والأدمغة العربية هاجرت وأصبحت من حملة الجنسيات الأجنبية، ونحن اليوم نشهد مرحلة إصلاح شامل أو جزئي كمشروع للشرق الأوسط الكبير, أو هزات سياسية خفيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعبرة اليوم ليست في التغيير إنما في إدارة التغيير إدارة جيدة.

Ad

• فقط في العالم العربي أصبح التعليم أحد آخر المؤشرات التي تؤثر وتتأثر بالحراك السياسي، ولم يعد قاعدة مهمة وشاملة، كما هو معروف نظريا، لتربية النشء وإنشاء قواعد الثقافة والمعرفة، وما يجري في الساحة من أحداث يفرض علينا قضية ملحة وفي غاية الأهمية، وهي الاهتمام بنوعية التعليم، لما لها من أبعاد ثقافية واجتماعية، فهل هناك خطاب متفق عليه لتفسير ما يجري في العالم العربي؟ أما عن علاقة التعليم بسوق العمل فمحاولاتنا في الوصول إلى المعادلة المتوازنة التي تجعل من التعليم عاملا مناسبا لاستيعاب الشباب بسوق العمل مازالت متعثرة، ففي مناهجنا التعليمية وتجاربنا العملية قراءة خاطئة لمتطلبات سوق العمل، ومحاولات غير مجدية لاستبدال الاتكالية بالإنتاجية.

• فقط في العالم العربي يفتقد التخطيط الاقتصادي الرؤية المستقبلية، فمازال موضوع الخصخصة خاضعا لتصريحات غير دقيقة أتابعها شخصيا من خلال البرامج الحوارية والمقالات المكتوبة، ابتدأ بالتداول البرلماني والجولة التي انتهت بتصميم قانون «شبه الخصخصة» أو الخصخصة الجزئية في وقت أشعر أننا في حاجة إلى منظومة اقتصادية «غير حكومية» تشمل شركات القطاع الخاص، لتضع النقاط على الحروف حول المتاعب والصعوبات التي يواجهها القطاع الخاص، ومنها تطبيق «العدالة» والشفافية في إسناد المشاريع للشركات المختلفة دون محاباة أو محسوبية، لعلنا نصل إلى معرفة سبب تعثر وصولنا إلى المرحلة التنفيذية السليمة الخاصة بتحويل المسار من القطاع العام إلى القطاع الخاص، فالأعباء «المليارية» للإنفاق العام أصبحت محور اهتمام التقارير الدولية، إلى جانب تفشي أسلوب «العمل بلا إنتاجية» في الأروقة الحكومية، وفشل برامج «الإغراء» الوظيفي الذي يهدف إلى «سحب» الفائض من العمالة الحكومية و»ضخها» في القطاع الخاص.

• فقط في العالم العربي لا قيمة للتفوق الإلكتروني، ولا تحتسب للإداريين الصفات القيادية والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، بالإضافة إلى معرفة اللغات وإتقانها وغيرها من المواصفات المهمة التي تعزز قدرات التوظيف في العالم المتطور، أما في العالم العربي فيستبعد من يتمتع بتلك الصفات من الوظائف، واليوم ومع انتشار موضة التعلم عن بعد في الجامعات المعروفة لاستكمال الدراسات العليا عبر الإنترنت غابت المؤشرات التي تهيئ المؤسسات التعليمية في العالم العربي لتقبل التعليم الإلكتروني عبر برامج تدريسية مناسبة، وتطوير تقنيات الاتصال وإثارة الفضول العلمي للطلبة والطالبات، وتوظيف تقنيات الاتصال التربوية، وتوظيف المدرسين القادرين على المشاركة في البيئة الاتصالية الإلكترونية الجديدة... فقط في عالمنا العربي.

• كلمة أخيرة: «جموع غفيرة» اجتاحت «التويتر» خلال الأسبوع الماضي، وانتشرت الأسماء المستعارة، واختلط الحابل بالنابل... «عسى ما شر»؟!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة