أبو عرب يلهم الفلسطينيين بأغانيه الوطنية القديمة في رام الله

نشر في 10-05-2011 | 15:58
آخر تحديث 10-05-2011 | 15:58
No Image Caption
هتف أكثر من ألف فلسطيني غصت بهم قاعة قصر الثقافة في رام الله مساء أمس الأول باسم "أبوعرب" الفنان الفلسطيني إبراهيم صالح (81 عاما)، الذي يزور الأراضي الفلسطينية للمشاركة في ملتقى ثقافي، حينما غنى لهم أغانيه القديمة التي يعشقها الفلسطينيون.

ورغم ضعفه الواضح بسبب تقدمه في السن، حرص على الغناء لـ"اللاجئين والأسرى والشهداء والجرحى الفلسطينيين". وقد قاطعه الجمهور الحاشد بالتصفيق أكثر من مرة.

وقال أبوعرب إن تفاعل الشباب مع أغانيه القديمة "إنما يعني أن كلماتي وأغانيي مازال لها معنى اليوم مثلما كان لها معانيها في الماضي".

وأضاف "تفاعل هذا الكم من الجمهور الشاب مع أغانيي إنما يعني أن الشعب الفلسطيني لايزال ملتزما بحقوقه، ولايزال هذا الشعب بحاجة إلى الأغنية الوطنية الثورية الملتزمة".

وغنى أبوعرب الآتي من مدينة حمص السورية للمشاركة في مؤتمر ثقافي في الضفة الغربية، أغنيته الشهيرة "ما انسيتك يا دار اهلي"، وكذلك "يا يما في دقة عابابنا"، و"يا توتة الدار صبرك عالزمان ان جار".

وألهب أبوعرب الحضور حينما غنى كلمات، قال إنه ألّفها وغناها تلقائيا وهو يقف على المسرح، وجاء فيها "وصارت روحي تتجلى لما اوصلنا رام الله... ودخيل اسمك يا الله تعمل على عودتنا".

وساد الصمت بين الجمهور، الذين فاق عددهم عدد مقاعد القاعة، حينما خرجت فتاة ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز، وعرفت على نفسها بأنها دلال حسين من مخيم اليرموك للاجئين في سورية.

وقالت إن والدها "استشهد" وهي تبلغ من العمر 40 يوما، مضيفة وهي تتنقل بين الجمهور "حينما كبرت وسألت لماذا استشهد والدي، قالوا لي إنه استشهد من أجل الوطن".

وأضافت، بصوت خافت "وحينما وصلت أرض الوطن، بكيت وعرفت أن الوطن أكبر من أبي وعرفت لما أبي استشهد".

وأبوعرب الذي يلقبه الفلسطينيون "شيخ المغنيين" لاجئ اضطر إلى هجر قريته الشجرة في عام 1948، إثر قيام الدولة الصهيونية، وانتقل إلى مدينة حمص السورية.

ولم يتمالك العديد من الحضور أنفسهم واسترسل بعضهم للبكاء، حينما رفعت ستارة المسرح ليظهر

أبوعرب يتوسط نحو مئة لاجئ فلسطيني من سورية ولبنان والأردن، وصلوا إلى الأراضي الفلسطينية بتصاريح إسرائيلية خاصة للمشاركة في ملتقى ثقافي تربوي.

وحمل اللاجئون المحيطون بأبي عرب مفاتيح عملاقة وأعلاما فلسطينية، في إشارة إلى تمسكهم بحق العودة.

وقال الشاب فادي زلوم (21 عاما) الذي تفاعل بشكل لافت مع أغاني أبوعرب "شعرت أن الدم تجمد في عروقي حينما رأيت مشهد أبوعرب يحيط به عشرات الفلسطينيين اللاجئين".

وعما يعنيه له أبوعرب، قال فادي "أبوعرب هو نموذج الرجل الفلسطيني الذي بقي على العهد في تمسكه بأغانيه الثورية، وأنا أشعر أن هذا الرجل هو جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني".

وقال عبدالمحسن عابده، الذي يعمل مستشارا للشؤون الشبابية لدى عدة مؤسسات أهلية: "أبوعرب شاعر ومغني الثورة الفلسطينية، وهو يؤدي رسالة في نقل حب الوطن من جيل الكبار إلى الصغار".

وأضاف "لهذا السبب الشباب يتفاعلون مع أغانيه، لأنهم أكثر تفاعلا مع كل إنسان يقربهم إلى الوطن".

وقال عبدالمحسن "أغاني أبوعرب كان ممنوعا علينا سماعها في أواسط السبعينيات، واليوم ها هو يغنيها مباشرة أمام الشبان، وهذا في حد ذاته ملهم لهم".

وغنى أبوعرب مع فرقته "ناجي العلي للموسيقى والغناء"، بينما قدمت فرقة "الحنين" القادمة من لبنان، أغاني فلسطينية قديمة، ومنها "طل سلاحي من جراحي"، وقدمت فرقة "الكوفية" عرضا راقصا عبرت فيه عن حق العودة للاجئين.

ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية بمسيرات حاشدة، إضافة إلى أنشطة ثقافية وحتى رياضية للتعبير عن حقهم في العودة إلى القرى التي هجروا منها في عام 1948.

(الضفة الغربية - أ ف ب)

back to top