أطماع العراق بالكويت قديمة جداً، فمنذ أيام الملكية وهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى ضم الكويت إلى بلادهم، طمعاً في كنوزها المدفونة تحت ترابها وموقعها الاستراتيجي في المنطقة، وكانوا في كل مرة وقبل تحريك تلك الأطماع إلى فعل يخترعون كذبة سمجة ثم يبدأون الترويج لها عبر وسائل إعلامهم، مرة الكويت اجتازت حدودنا، وأخرى الجنود الكويتيون أطلقوا النيران على قواتنا، وثالثة الكويت تضيق علينا الخناق وتتآمر علينا مع الأميركان، حتى وصلنا إلى أكذوبة أن الكويت تسرق بترولنا، وقطع الأعناق ولا منع الأرزاق، وهي مقولة المقبور صدام حسين تمهيداً لجريمة القرن عندما غزانا غدراً فجر 2/8/1990، واحتل الكويت وعاث فيها فساداً ونهب ثرواتها العامة والخاصة ولم يترك عوداً أخضر، لكن الله بفضله وعدله أخرجه مذموماً مدحوراً وأعاده إلى جحره حتى أخرجه الأميركان منه وسلموه للعراقيين ليعدموه، فسجدنا لله شكراً وحمداً وفتحنا أيدينا وصدورنا لإخواننا العراقيين لنبدأ صفحة جديدة، أساسها العدل والأخوة وحسن الجوار، وطالبنا بحقوقنا التي اعترفوا بها وحكم لنا بهذا الحكم الدولي، وانصاع الإخوة العراقيون في بادئ الأمر لذلك الحكم، وبدأوا سداد ما عليهم، ثم وبعد أن تمكنوا من أمرهم أو كادوا ضاقت صدورهم بالإذعان إلى الحق، وبدأوا يمارسون بعض الألاعيب القديمة والمستهلكة، مثل تحريك بعض المجموعات المستأجرة على الحدود، وإطلاق بعض التصريحات غير المسؤولة عن أفواه بعض الحزبيين أو البرلمانيين، ولكن الكويت في هذه المرة غير الكويت في المرات السابقة، "فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" حتى جاء تصريح وزير الخارجية العراقية الغريب العجيب الذي يقول فيه إن المسؤولين الكويتيين أكدوا له أن الكويت لا تطمع في الأموال العراقية... فمفهوم الكلام أن الكويت كانت دائماً طامعة في الأموال العراقية، لكن المسؤولين الكويتيين أكدوا الآن لوزير الخارجية العراقية أنهم لا يطمعون فيها، فهل عادت حليمة إلى عادتها القديمة أم ماذا؟

Ad

***

أسعدتنا كثيراً عودة الأخ مبارك المعوشرجي إلى قرائه عبر كتابته في جريدة الراي، متمنين له التوفيق والنجاح.