لجنة شباب الكويت

نشر في 29-03-2011
آخر تحديث 29-03-2011 | 00:00
 د. حسن عبدالله جوهر استكمالاً للمقال السابق بشأن احتواء شريحة الشباب بطموحاتهم وآمالهم وطاقاتهم المتفجرة في مؤسسات صنع القرار، وما تم إعلانه من تشكيل لجنة شبابية تكون مقربة من سمو رئيس مجلس الوزراء في هذا الشأن، يجب التنبيه إلى اعتبارات عدة في غاية الأهمية والحساسية إذا أريد بالفعل لمثل هذه المبادرة أن يكتب لها النجاح، وتؤتي أكلها بالشكل اللائق.

أولا: يجب أن يكون قرار تشكيل أي لجنة شبابية على محمل الجد ويتمتع بمصداقية عالية، ولربما التفكير في أن يأخذ شكلاً قانونياً صريحاً، وتحدد لها صلاحيات واضحة، فما أكثر اللجان الاستشارية في الدولة، كما لا يمكن حصر أعداد المستشارين الحقيقيين أو حتى الوهميين المعينين لدى مكاتب كبار المسؤولين، إما بغرض التنفيع وإما «الرزة» الاجتماعية، وإما في أحسن الأحوال تحويلهم إلى «مطاريش» في مهمات لا تتعلق بصميم عملهم لا من قريب ولا من بعيد.

وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من المؤسسات الاستشارية الرسمية في الدولة، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للتخطيط الذي تحول إلى مجلس أعلى للتنمية، والذي أصبح شبه «ديوانية» لبعض الوزراء والوكلاء والنواب السابقين، وكذلك لا يغيب عنه طابع التنفيع والهروب من الدوام لبعض كبار الموظفين، ولهذا لا يجوز أن تكون لجنة الشباب على ذات الشاكلة ومجرد ديكور وواجهة لا تهش ولا تنش، ولا يؤخذ باقتراحاتها وتوصياتها، الأمر الذي قد يقود هذه الشريحة إما إلى الإحباط وإما إلى الانفجار.

ثانياً: يجب أن تكون معايير اختيار هذه الشريحة الشبابية موضوعية وجادة، وألا تكرر الحكومة النمط التقليدي في تلميع البعض من أصحاب النفوذ والوجهاء ورجال الأعمال على حساب الجودة والمواصفات الشبابية الطموحة والجريئة في طرحها، بل يفترض أن تشمل هذه التركيبة الرأي والرأي الآخر، وتمثل قطاعات الشعب ومشاربه وأطيافه المختلفة حتى تكون بالفعل نبضاً واقعياً للشارع الكويتي، والمجاميع الطلابية و«مغردو» التواصل الاجتماعي هم الوعاء الحقيقي لانتقاء عينة على درجة من الوعي والكفاءة في هذا الخصوص، كما أن الرأي المعارض وموقف الأغلبية الصامتة ينبغي أن يكون هو اللون واللغة والطرح التي يجب أن تتحلى بها هذه اللجنة.

ثالثاً: من أهم عوامل نجاح مثل هذه التجربة الشبابية شفافية أطروحاتها، والعلنية في المواقف، خصوصاً ما يتعلق بقواعد الوحدة الوطنية، وموضوعية المشاريع المستقبلية الجريئة منها بالذات، وتداولها في وسائل الإعلام لسببين: الأول، هو إبراز هذه النماذج الشبابية للرأي العام الشعبي من أجل خلق وتعزيز روح التفاؤل داخل الوسط المجتمعي عموماً والشباب منهم على وجه خاص، والثاني لمتابعة ترجمة أفكارهم وأطروحاتهم على أرض الواقع وتلمس نتائجها، ومن ثم البناء عليها.

هذه بعض التوصيات التي أجد لزاماً أن تكون محل اهتمام حقيقي عند اتخاذ أي مبادرة لتفعيل دور الشباب في العمل المؤسسي، وقد يكون لجيلنا اليافع نفسه معاييره الخاصة ورؤاه المتميزة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضاً، أما التحدي الأكبر فيكمن في مدى تحمل الحكومة المتخمة بملفات الفساد والمحاباة وازدواجية المعايير ومزاجية القرار مثل هذا التحدي المستحق؟!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top