لجنة شباب الكويت
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من المؤسسات الاستشارية الرسمية في الدولة، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للتخطيط الذي تحول إلى مجلس أعلى للتنمية، والذي أصبح شبه «ديوانية» لبعض الوزراء والوكلاء والنواب السابقين، وكذلك لا يغيب عنه طابع التنفيع والهروب من الدوام لبعض كبار الموظفين، ولهذا لا يجوز أن تكون لجنة الشباب على ذات الشاكلة ومجرد ديكور وواجهة لا تهش ولا تنش، ولا يؤخذ باقتراحاتها وتوصياتها، الأمر الذي قد يقود هذه الشريحة إما إلى الإحباط وإما إلى الانفجار.ثانياً: يجب أن تكون معايير اختيار هذه الشريحة الشبابية موضوعية وجادة، وألا تكرر الحكومة النمط التقليدي في تلميع البعض من أصحاب النفوذ والوجهاء ورجال الأعمال على حساب الجودة والمواصفات الشبابية الطموحة والجريئة في طرحها، بل يفترض أن تشمل هذه التركيبة الرأي والرأي الآخر، وتمثل قطاعات الشعب ومشاربه وأطيافه المختلفة حتى تكون بالفعل نبضاً واقعياً للشارع الكويتي، والمجاميع الطلابية و«مغردو» التواصل الاجتماعي هم الوعاء الحقيقي لانتقاء عينة على درجة من الوعي والكفاءة في هذا الخصوص، كما أن الرأي المعارض وموقف الأغلبية الصامتة ينبغي أن يكون هو اللون واللغة والطرح التي يجب أن تتحلى بها هذه اللجنة. ثالثاً: من أهم عوامل نجاح مثل هذه التجربة الشبابية شفافية أطروحاتها، والعلنية في المواقف، خصوصاً ما يتعلق بقواعد الوحدة الوطنية، وموضوعية المشاريع المستقبلية الجريئة منها بالذات، وتداولها في وسائل الإعلام لسببين: الأول، هو إبراز هذه النماذج الشبابية للرأي العام الشعبي من أجل خلق وتعزيز روح التفاؤل داخل الوسط المجتمعي عموماً والشباب منهم على وجه خاص، والثاني لمتابعة ترجمة أفكارهم وأطروحاتهم على أرض الواقع وتلمس نتائجها، ومن ثم البناء عليها.هذه بعض التوصيات التي أجد لزاماً أن تكون محل اهتمام حقيقي عند اتخاذ أي مبادرة لتفعيل دور الشباب في العمل المؤسسي، وقد يكون لجيلنا اليافع نفسه معاييره الخاصة ورؤاه المتميزة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضاً، أما التحدي الأكبر فيكمن في مدى تحمل الحكومة المتخمة بملفات الفساد والمحاباة وازدواجية المعايير ومزاجية القرار مثل هذا التحدي المستحق؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة