إذا كانت الحكومة، أي حكومة، رخوة ولا فقارية و"آي واي ياي"، فلا يمكن لها أن تنزل حلبة المنافسة والعمل الجاد، لأن بشرتها حساسة، وكريمات الـ"بودي لوشن" غير متوافرة مع الأسف، والغبار يُمّه منه.

Ad

وأكبر مثال حكومة الكوبة، أقصد حكومة "كوبا"، وهي التي كانت ضد تحرير الكويت الله يغربلها، وهي لرخاوتها المريعة وخيبتها الذريعة ورشاواها الفظيعة استطاعت تكوين "لوبي" من عقلاء البرلمان الكوبي يدافع عنها، وفرّقت الشعب الكوبي مللاً وطوائف كي تسهل السيطرة عليه، وتمكنت من تركيع الصحف ووسائل الإعلام وتكبيل يديها خلفها.

ومع كل ذا لم تنجح، ولن تنجح، والفشل سيكون "للرُّكَب"، إذ حتى لو لم يجد كتّاب المعارضة أمامهم إلا الكتابة عن فوائد السلطة الخضراء، أو مضار التدخين على المرأة الحامل، فقد يُنشئ بعضهم صحفاً إلكترونية، وقد يضربونها وأنصارها بقسوة ولا ضرب المرحومة جدّتي وضحة للأمثال، ضربٌ لا هوادة فيه ولا رحمة، وقد تنشأ صحيفة إلكترونية في كل شارع وخلف كل زقاق، فتحتار حكومة كوبا وتضرب أخماسها بأسداسها، فلا تدري من هو "طقّاقها"، فتصرخ "ياااي يا مامي"... بالكوبي طبعاً.

***

من بين مليون ومئة ألف نسمة، هم تعداد الكويتيين، فقط ستة وعشرون نفراً لم يسألوني عن "سبب عدم الكتابة عن قانون غرفة التجارة؟" وعن "سبب انتقادي رئيسَ البرلمان جاسم الخرافي هنا، في هذه الجريدة، وعدم انتقادي له عندما كنت في جريدة (الراي)"، وهما سؤالان استعباطيان من اللون الأحمر، وأحمر من كذا مفيش. فالسائل، والصلب أيضاً، يعرف، أو يخمّن، موقفي تجاه قانون الغرفة، فرغم يقيني بأن الضباع هي التي ستستحوذ على الغرفة في حال تنفيذ مقترح مجلس الأمة، إلا أنني مع هذا المقترح، أباً عن جد، بل عن جد الجد.

الغريب أن أحداً لم يسأل الكتّاب الرئيسيين في جريدة الوطن، مثلاً، عن رأيهم في قضية اختفاء خمسة مليارات دينار أثناء الغزو. مثلاً يعني. والغريب أيضاً، أنه سبق أن بيّنت وقلت بالصوت والصورة في قناة "العربية"، إن الزميل محمد الصقر، ناشر هذه الجريدة، قد يمنع مقالاتي، ومقالات غيري، إذا تحدثنا فيها عن غرفة التجارة، فهي جريدته التي أنشأها لمثل هذه الأمور، كما أظن، وأنا أفهم ذلك لكنني لا أتفهمه، فالكاتب حر في ما يكتب، ولسنا أعضاء "حزب الجريدة" كي تتوحد أفكارنا، ولا "الجريدة" هي جريدة "الوطن" ولا جريدة "الدار"، كي نكتب ما يمليه المعازيب، ونسير على الخطوط الأرضية المرسومة لنا، فلا معازيب هنا، ولا "شيوخ وفداوية"، معلش يعني.

والكاتب الذي يمشي على "الأوامر" لن تُمنع له مقالة، والكاتب الذي يمشي على نهجه ستُمنع له المقالة تلو المقالة، وعقول الناس في رؤوسها لا في أحذيتها. على أنني أحمد لهذه الجريدة نشر مقالاتي التي لطالما خالفَت توجهاتها وخطها.

***

منتدى الشبكة الوطنية، المنتدى الإلكتروني الكويتي السياسي الأكبر، الذي يضم عشرات الآلاف من الكويتيين، يتبنى شبابه حملة وطنية رائعة بعنوان "يا نواب الأمة... احموا الدستور من الاعتداء"، ويتحدثون عن تفريغ أهم المواد الدستورية من محتواها. تابعوا حملتهم على هذا الرابط، بعد أن تصفقوا لكاتب الموضوع العضو "دستورنا سورنا" وقوفاً:

http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=148716