المخدرات داخل سجون مصر: تجارة رائجة ومنظمة و«المحشي» أفضل وسائل التهريب

نشر في 14-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 14-10-2010 | 00:01
محاولات وزارة الداخلية المصرية المتكررة للقضاء على ظاهرة تجارة المخدرات داخل السجون باءت جميعها بالفشل، إذ تؤكد محاضر ضبط المخدرات داخل السجون أن ظاهرة الاتجار بالمخدرات داخل السجون تنمو وتزدهر، وأن جميع محاولات القضاء عليها بائسة وتنتهي جميعها بالفشل.

محاضر ضبط الأقراص المخدرة والمواد الأخرى المخدرة يوميا داخل السجون والليمانات على مستوى الجمهورية تؤكد أن المجرم مجرم حتى وإن كان محبوساً، الأسرة والأقارب الذين يعملون في الاتجار ومعاونة "المعلّم" قبل حبسه لم يتخلوا عن مهنتهم فنقلوا نشاطهم حيث يقبع المعلّم خلف الأسوار، واتجهوا نحو تهريب المخدرات إلى داخل السجن لكي يتعاطى المعلّم ويتاجر أيضا!

وتقول المحاضر إن سجن شبين الكوم العمومي وهو أكبر سجن استقبال جنائي في مصر، ترانزيت ما قبل التوزيع على باقي السجون، سجّل خلال عام 2010 ضبط أكثر من 380 ألف قرص مخدر "ترامادول وأبتريل وباركينول" وحوالي 15 كيلوغراما من الحشيش و27 كيلو بانجو، ونفس الحال في سجن دمنهور، فالكميات تقريبا متساوية في جميع السجون على مستوى الجمهورية. وطبقا لتقارير ضبط مصلحة السجون، تم تحرير محاضر ضبط أقراص ومواد مخدرة أثناء محاولة أقارب السجناء تهريبها إلى داخل السجن لذويهم المتعاطين والمتاجرين، كما جاء بالتقارير أن المهرب أو المهربة "أهالي السجناء" حاولوا تهريب هذه المواد المخدرة لكي يتعاطاها قريبهم أو يتاجر بها.

الظاهرة موجودة منذ عشرات السنين ولم يتم القضاء عليها لأسباب، أهمها بحسب رأي العميد خالد بكر أن المجرم الموجود داخل السجن، بالإضافة إلى أهله أو ذويه من المجرمين، أو من وسط اجتماعي اعتاد التعاطي والاتجار، ولا يرى غضاضة في أن يهرب المواد المخدرة الى المسجون.

ويضيف بكر أن طرق تهريب المواد المخدرة إلى السجن مبتكرة ويتم تجديدها بصفة مستمرة، وذلك كما سبق الإشارة إليه لأنها تتم عن طريق أشخاص محترفين، وتُهرّب إلى أشخاص أكثر خبرة، فمثلا تم ضبط أقراص مخدرة ذات مرة في أصابع "المحشي" المطبوخ الذي أحضرته زوجة لزوجها المسجون في قضية إتجار مخدرات، وهي من أشهر طرق التهريب، وكذلك تم ضبط أقراص مخدرة كانت تخبئها زوجة في أماكن حساسة بجسدها لتهريبها إلى زوجها وتمكنت مفتشة السجن من ضبطها، وأيضا وضع المواد المخدرة في صورة "توكة شعر" في رأس النساء أو في عمة الرجال أو بين ثنايا الطواقي الفلاحي أو داخل "داير الجلابية" وغيرها من طرق تهريب المخدرات، وهي ظاهرة لن تنتهي لأنها مرتبطة بمجرمين أدانهم القانون فدخلوا السجن ومجرمين آخرين لم يدنهم القانون فظلوا خارج السجن، لكنهم يمدون من هم داخل السجن بالمخدرات.

back to top