اشتهرت النعامة بإخفاء رأسها داخل حفرة لتفادي ما يحيط بها، والمسؤولون في جامعة الكويت كما النعامة، يختبئون خلف مكاتبهم بينما الاوضاع المتردية تحيط بهم من شمال ومن يمين ومن فوق وتحت!! اما اذا حدثت مشكلة فدائما ما يكون هناك من يتحملها او تُلقى عليه، مثل تأخر صرف الرواتب!!

Ad

وفساد الادارة الجامعية كبير ومخفي بشكل محترف ولن تستطيع ان تراه بسهولة، ولكن هذا المرض تفضحه الدمامل البارزة هنا وهناك على ان "هناك شيئا ما".

وحين تدخل من بوابة الميناء يذهلك منظر "الكاربس" وهو يكاد يتساقط على المارة والسيارات وأغصانه المتدلية من حملها الثقيل وكأنها تلامس رؤوس المشاة وسقف المركبات!

وتسقط عينك على أول مبني يصادفك والذي خصص لمجلة الاتحاد، ويتساقط النظر على الاوراق المرمية على الارض داخل الصالة... او ما يطلق عليه جزافا... مكتب، في حين قنينة ماء حولها الدهر إلى لون اصفر يشبه تلك الارفف المستندة على الحائط القريب من الباب، او تلك المتكدسة في الشرفة الخلفية!!

وليس حال مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية بأفضل من مبني المجلة، وتستقبلك عند المدخل المخلوعة ابوابه والمسنودة إلى شجرتين متقابلتين، برميل ضاع نصفه بينما هو مرتم على الارض تحيط به حشائش سقطت من امها اول الصيف... للأسف كانت هذه فترة الاجازة للمسؤولين!!

وداخل المركز ترى العجائب، جريدة قديمة يرجع تاريخها إلى ابريل 2008 استخدمت غطاء لآلة تصوير، وخلف الباب المؤدي إلى السطح تسند الحائط مجموعة من الصناديق الكرتونية بجانب موزع للكهرباء بينما تتصارع اوراق التنظيف وماؤه للبقاء على درجات السلم متنافسة مع صندوق قديم لآلة طابعة لحاسب آلي!!! وطبعا لأن "حلال عمك لا يهمك" فالإنارة الخارجية مضاءة السابعة صباحا!

ومن هناك يتراءى لك من بعد شبيه بمقر المركز الا انه تميز عنه بالحبال المعلقة على الشرفة الخلفية!!!

وتسير في الشارع الجميل المهمل حتى تصل إلى مبنى ضيافة الجامعة حيث يثبت لك منظر "الكيربي" في الخلف واسطوانة الغاز الملقاة وراء المطبخ قرب الوحدة المشغلة للتكييف يكاد الماء المنهمر بقوة من انبوب ...ضاع مفتاحه؟ ، ولأن الاهمال صفة يسعي كبار المسؤولين لتسجيلها علامة مميزة لهم، فليس من الغريب ان تلقى ممتلكاتها في ساحة مبنى رابطة هيئة التدريس، وتجد المقاعد التابعة لإدارة التأثيث والاسكان وقد اسودت بعد بياض وقدمت وهي الجديدة!!!

والجديد سمة تميزت بها جامعة الكويت... الا ان الحداثة ظلت في الاسمنت والحديد، والنفوس الصدئة بالثقافات البالية والعادات السيئة هي من استخدمت هذه المباني وقطنتها، ومن الكافتيريا او المطعم المخصص للطلبة والمنقسم الي نصفين، فوق للطلاب حيث تستقبلك منافض السجائر في الجامعة التي منعت التدخين!!! وتزين كل طاولة منفضة وردية بموازاتها زجاجة طماطم سائلة سقط بعضه على جوانبها، وتنتشر رائحة اللحم المشوي،وتلفت بحثا عنها واذا بـ "سيخ شاورما" تتوهج انواره منذ الصباح الباكر... وعاشت التوعية الصحية!

واما اللوحة المخصصة للإعلانات... فوق عند الطلبة فلم تحو الا ورقة يتيمة فيما كانت اختها الواقعة على مدخل قسم البنات... تحت مليئة بالأخبار سواء تلك التي تتعلق بتعاميم جديدة او بخبر ندوة... ومن هناك ترى العامل الآسيوى وهو يسلم البنات طلباتهن!!!

والعمالة الآسيوية تتنافس في وجودها مع الطلبة، وكذلك ادوات التنظيف التي ان لم تكن بين الايادي... فهي على الحيطان وكأنها رسوم عليها... ومثلها القاذورات الساقطة تحت ممرات الطلبة في كلية الحقوق... وللوساخة نصيب ايضا في الساحة الفاصلة بين الادارية والاجتماعية الا انها ارقى من مثيلاتها، فهي لم تكن على الحائط بل على كرسي أغلق بابا يبدو انه منسي منذ زمن!

واما الصناديق الخاصة بالطلبة والموضوعة في الممرات، فهي لتضييق مساحة المشي، وفي الاقسام العلمية... ترى العجب والعجائب سواء من مدرس ملأ باب غرفته بصور حوت الكثير من ملامحه الشخصية! ولوحة الإعلانات تكاد تمسك اوراقها المتهاوية فيما بعضها يبدو وكأنه كان قد سقط ووضع على استحياء على اللوحة!

وتفنن الطلبة في تحية مدرسيهم، هذه التحية التي كتبوها على صناديق الاساتذة في قسم العلوم السياسية من ..."احبك" إلى "الله يرحمك".

ما سبق كان في الكليات العلمية في الشويخ... وطبعا الخالدية غير وغير... ويمكن ايضا ان تكون غير للأفضل!!!