الإنذار الإيراني الذي أرسله القادة الإيرانيون إلى دول الخليج بسبب إرسالهم مجموعة من قوات درع الجزيرة لمساعدة شقيقتهم مملكة البحرين على حفظ الأمن والاستقرار وتهيئة أجواء مناسبة لحل المشاكل المثارة وبدء عملية الحوار التي دعا إليها الملك وكلف ولي عهده بها يعتبر أمراً خطيراً وتطوراًً يخرج عن كل الأعراف الدولية ويهدد المنطقة وأمنها، ويعرضها لزلزال قد يفوق في خطورته كل التصورات.

Ad

التهديد الإيراني السافر يحمل في طياته رسالتين واضحتين لا تقبلان الشك ولا التأويل... الأولى للحكومات الخليجية كلها وفحواها أن إيران هي شرطي المنطقة الذي يحق له، دون الحاجة إلى موافقاتهم أو موافقة مجلس الأمن الدولي، التدخل في شؤونها كلما رأى المسؤولون الإيرانيون ذلك، وكأن دول الخليج محافظات إيرانية تابعة للقرار الإيراني وخاضعة لأوامر الولي الفقيه.

إن التهديد الإيراني يعتبر اختباراً حقيقياً لاستقلالية الإرادة الحرة لدول مجلس التعاون، وعليها أن تواجهه بكل قوة وإصرار وأن ترفضه بقرار جماعي كي لا يتكرر مرة أخرى ولا يعطي أي إشارة ولو غير مباشرة لتكراره أو التمادي فيه.

أما الرسالة الثانية فهي موجهة إلى المواطنين الخليجيين من الطائفة الشيعية بأن إيران هي حاميتهم وراعيتهم وأنها الدولة التي تهمها أمورهم وأنها المدافعة عن حقوقهم، وأنها تنظر إليهم على أساس أنهم رعاياها وإن كانوا يعيشون كمواطنين في دول أخرى، وهذه الرسالة هي أخطر كثيراً من رسالتها الأولى، وعلى المواطنين الشيعة في دول الخليج العربي أن يبادروا إلى التبرؤ من مقاصد هذه، الرسالة وأن يرفضوا معانيها ويعلنوا أن ولاءهم خالص لدولهم، وأنهم يرفضون كل الذرائع والأطماع الفارسية في دول مجلس التعاون الخليجي سداً لكل أبواب الفتنة ومحافظة على وحدة أبناء الشعب الخليجي.

وأخيراً فإننا نعلم أن المعادلات الدولية لمنطقة الخليج العربي لن تسمح لإيران بأن تقوم بأي مغامرة تجاه أي دولة من دول الخليج، لكننا نعلم أيضاً أن التهديد الإيراني الأخير إنما هو محاولة لزرع الفتنة وإذكاء نارها بين السنة والشيعة في دول الخليج كي يستغلوها في أي مرحلة قادمة، وكي تظل دول الخليج مشغولة بنفسها عن غيرها.

اللهم احفظنا في أوطاننا، واجمع كلمتنا، وانصرنا على من عادانا.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة