«تطبيقي» الفيحاء... مركزٌ «مهجور» للتطوير ومكتبة ناقصة!
سُميت مجازاً مكتبة الطالب، بينما في الواقع هي لا تحوي من الكتب إلا ما هو بعدد الموظفين الموجودين في مركز التطوير والبحوث.
الفوضى نقيض النظام، ولغة تعني اختلالا في اداء الوظائف العضوية او الاجتماعية وافتقارها إلى الترتيب! والهدوء مضاد للإزعاج، ومبنى الهيئة العامة للتعليم التطبيقى الذي يقع في الفيحاء مليء بكل المتناقضات السابقة.وحين دخل من الباب الخارجي المؤدي الى مكتبة الطالب، وجد طاولة يجلس عليها حارسان للأمن وموظف في المكتبة والمشرف العام على الامن! واعتقد ان هناك شيئا ما مع وجود هؤلاء على المدخل الا ان التفاتة بسيطة كفيلة بإزالة هذا الهاجس من عقله، وعبرَ ممرا خاليا وجميلا اوصله بعد انعطافة إلى اليسار الى الباب الداخلي للمكتبة، وارتطم بشخص يلبس البزة العسكرية وهو يحاول ان يخرج، متمتما بكلمات لم يفهمها الا في ما بعد، وعبر هذا المدخل الضيق وجد ثلة من الناس، يحاول كل منهم ان يلتقط الموظفين الثلاثة الموجودين داخل الصالة للسؤال عن كتاب معين في الممر، ما أدى الى حدوث نوع من التزاحم غير المنطقي الذي سببه... فوضى في توزيع الارفف المخصصة للكتب!
وسأل الموظف عن الكتاب الذي يريده بينما كان مجموعة من الطلبة واولياء الامور يستفسرون في وقت واحد عن المكان الذي يبيع المقررات غير الموجودة" والله يا أخي كتاب الانكليزي غير موجود، ولكن من الممكن ان تجده في احدى المكتبات بحولي!!!" وارتد الموظف الى الخلف ليرد على مراجع آخر، وخرج من الباب متذكرا تمتمة العسكري وهمساته!!!وبينما هو يسترجع خريطة حولي امام ناظريه، وجد نفسه واقفا مقابل مبنى مركز تطوير البرامج والمناهج، ودلف اليه واختفى الضجيج واستقر سكون أخافه... وصعد الى الدور الاول وما زال الهدوء فارضا نفسه على المكان، وزاد صوت التكييف المركزي من رهبة الموقع، واذا بممشى طويل يكاد يرى آخره، ولم يعد يسمع الا وقع أقدامه وحيدا في الممر ليجد أحدهم نائما في منعطف صغير عند باب كتب عليه "مخرج"... وكان مقفلا! وانقلب راجعا من حيث أتى ولفت انتباهه مسلكا حالكا مقابل الباب... واستجمع ما بقي لديه من شجاعة... ومشى داخله واذا بطاولة عليها بقايا مراجل وتحتها بساط وردي يثير الريبة وبجانبها آلة للتصوير يبدو من شكلها انها وضعت للزينة فقط!!... وواصل المسير وعيناه تجول في المكان وتنظر الى لافتات معلقة على الابواب... قاعة 1 وقاعة 2... وفى النهاية غرفة مليئة بأجهزة حاسب آلي، وتوقف لحظة يسترجع انفاسه مسترقا السمع... هناك صوت، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وأطل برأسه الى داخلها... ووجد شخصا ملامحه آسيوية يعبث بأحد الاجهزة... وارتاحت نفسه... "الحمد لله إنس وليس من الآخرين"!!وعاد ادراجه الى حيث كان... عند الباب المؤدي الى الدور السفلي، الا ان نفسه في تلك اللحظة... كانت أمّارة بالسوء، وغلبها الفضول وصعد الى فوق حيث الدور الثاني، وعرف هناك معنى "تقادم الزمن"، وثار الغبار المتراكم على الدرج، وتطايرت اوراق غلب عليها اللونان الاصفر والاسود!! وشاهد كيف حوّل البعض هذا الدور الى مخزن للمخلفات... ونسيه!!!