أول العمود: أحرص على تفتيش كتب أبنائي المدرسية لأطلع على محتوياتها لأنني في حالة خصام وشكّ دائمين بها... كتاب التربية الوطنية- ثاني ابتدائي، ألغى خريطة العراق في درس: الكويت ودول الجوار! وفي كتاب التربية الإسلامية للصف العاشر أدلة على تحريم الخلوة والزنى والقذف... أما الاختلاط فلم يذكر فيه المؤلفون أي دليل "يعني حرام وبس"! كما لم يذكرالمؤلفون نصاً من القرآن الكريم على عقوبة المرتد! تحياتي لطابور الصباح.

Ad

***

ينقل وكيل وزارة الأوقاف د. عادل الفلاح عن الأجهزة الأمنية قولها إن عدد المتطرفين تناقص إلى 300 شخص بعد أن كانوا 600 قبل أربع أو خمس سنوات، حيث كان لتنظيم "أسود الجزيرة" مسرح ومساحة. هذا الرقم (غير المهم) نشر في 20 سبتمبر الجاري، وبعد 3 أيام نشر لثلاثة أكاديميين بجامعة الكويت بحث علمي يستقصي شعور المواطنة لدى الكويتيين وأظهر ضعفا فيه لمن هم دون سن الـ21، فيما سجل جملة من الإيجابيات لدى الإناث وارتفاعا في الشعور الوطني لديهن (ربما لأنهن لا يستسغن أي دعوة إلى ساحة الإرادة).     

هاتان المعلومتان تشيران في رأينا إلى مكامن الخطر في 3 أماكن: مناهج التعليم ومحتوياتها التي يتشرب منها كل من هو دون سن الـ21، وقبلها الأسرة الكويتية وما تربي أبناءها عليه بكل المتناقضات المحيطة، وثالثا القوانين: تشريعها وتطبيقها من قبل أجهزة الحكم.

سنكون محسودين لو أن عدد المتطرفين لدينا كما نقله الفلاح من أجهزة الأمن، لكن المسألة تفوق ذلك بكثير لأن الساحة الكويتية اليوم تفتقد لقيم الحوار والاستماع، فما هو سائد اليوم حرية كلام في كل المواضيع من قبل الأشخاص الخطأ، والتمسك بالرأي ونفي الآخر. وبموجب هذه المواصفات فكلنا متطرفون... دولة وشعبا: فالدولة تسحب الجنسية وتسقطها لأسباب لا علاقة لها بشروط المنح، والدولة كذلك تصادر كتب مفكرين في معرض الكتاب و"القرطاسية"!! ومن جهة، فالناس تتطاحن فيما بينها لأن معمماً شتم شخصية مقدرة عند المسلمين وبشكل يوحي أن هذه الشخصية تنتمي إلى إحدى الكتل السياسية الكويتية دون غيرها! ولا أحد يريد أن يقتنع بأن أي معمم أو ملتح لا يعني بالضرورة أنه إنسان محترم.

التطرف اليوم سمة سائدة في مجلس الأمة من خلال الملاسنات وحتى في رداءة التشريع (قانون التشبه بالجنس الآخر نموذجا)، وكذلك لدى الحكومة من خلال ردود أفعالها تجاه التطورات السياسية المحلية كاقتران منح وسحب الجنسية الكويتية بحوارات وأفعال سياسية تجري بين مختصمين وبشكل يسيء إلى وثيقة قانونية تربط الشخص بمكان ولادته.

في التعليم خلل، وفي تربية الأسر للأبناء علّة، وفي تصرفات مؤسسات الدولة وتعاطيها مع الأحداث تناقضات تجعل الناس يصرخون ولا يتحاورون.

رسائل شكر

شكرا لكل من قناة الفرات والفيحاء العراقيتين على تقديرهما لما كتبناه في المقال السابق حول الدبلوماسية الشعبية بين الكويت والعراق. ونقدر دعوة رئيس تحرير مجلة "الأسبوعي" العراقية للكتابة فيها.

***

ونقدر تفاعل شركة "أبيات" مع مقالي "كيف تبني بيتك" حيث أكدت في ردها على تدشين سياسة تقديم المشورة للمقبلين على البناء، وهو الشيء الذي اقترحناه على مؤسسة الرعاية السكنية وبنك التسليف المانح لقروض السكن.