معكم: المول والسوق الشعبي
من الممكن أن تسقط كل ما يدور حولك أو ما تعرفه من خلال التجارب والقراءة، على البشر أو على موقف سياسي أو اجتماعي فرض نفسه أو فرض من قبل آخرين، مثلا قد يكون الرجل شرسا وقويا، تكون كلماته كمخالب أسد ووقفاته شبيهة بأنيابه... هذا إذا كان شريفا ونزيها مثل عضو مجلس أمة أو وزيرا نظيفا يدافع عن الحق ويذود عن حماه، ولعل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود خير مثال على ذلك.وقد يكون «ذكرا» من الناحية الرسمية والفعلية! يحمل صفات كثيرة، من الثعلب... مراوغ وجبان، ومن الضبع البحث عن الفتات من الطعام ويرضى به، ومتى ما حمي الوطيس يهرب إلى حفرته التي تأويه في الليل ومن الضواري الأخرى التي تريده، وينسى وهو جاريا الى مخبأه أولاده وأصدقاءه في سبيل النجاة بنفسه! وهذا له أشباه كثيرة سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وإذا كان تشبيه الرجل بالذكر يعتبر معيبا، فإن إلصاق صفة الجنس بالمرأة يعتبر مديحا واطراء لها، كأن تقول فلانة انثى! والنساء في وقتنا الحاضر لهن نظائر على ارض الواقع مثل المجمعات التجارية! فـ»المول» الراقي المرصوف بالرخام الغالي والمليء بالماركات العالمية التي لا تستخدم إلا الحرير في ملبوساتها، ند لتلك المرأة التي تسير كما الحمامة والمنثور على ملامحها الملح والجمال، وفمها لا ينطق إلا درا وجواهر يعكس طيب اصلها من الأعمام والأخوال، هذه الأنثى إذا تسلمت منصبا بالانتخاب او التكليف تسعى إلى تطويره والقيام بمهامه، فلا تجامل ولا تسعى إلى مكسب حرام، فهي ليست بحاجة إلى هذا المال... وفوق هذا يمنعها مفهوم العيب من الإخلال بالقوانين وتظل ذكراها تعطر النفوس والقلوب متى غادرت منصبها مثل الدكتورة موضي الحمود وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي السابقة.وعلى العكس هناك من يحمل جسدها ما تحمله النساء... وهذا فقط ما تعرفه عن الأنثى، كما بعض الأسواق الشعبية التي تضم بين جنباتها ما اصطلح على تسميته بالبضائع، وهي إما منتهية الصلاحية او تعمل مدة يوم او يومين ومن ثم ترمى في الزبالة، والقائمون على السوق لا يهمهم لا السمعة ولا الالتزام بالقوانين، ولم يخلقوا وهم يعرفون «العيب»، وهي إذا زكيت لمنصب أو اختيرت في غفلة من الزمن لمكان مسؤول... تعبئ رصيدها بالممنوع وتعين الاقارب والمعارف في الهيئات واللجان محتمية بورقة أكاديمية، الله يعلم فقط كيف حصلت عليها، وهذه مصيرها لا يختلف عن بضائع السوق الشعبي!!!