أول العمود:

Ad

منذ سنوات دارت حملة صحية تنصح الناس بغسيل الخضار بالماء والصابون قبل أكلها لأن مزارع العبدلي والوفرة كانت ولاتزال مرتعاً لـ"الذبان والقارص وديدان المزارع"... اليوم صارت اللحوم فاسدة ويجب نقعها بالديتول!

***

دافعي للكتابة عن سجن الكاتب والزميل محمد الجاسم أختصره بالكلمات القليلة الآتية:

إن من جاء بالقانون هو الحكومة، ومن وافق عليه وعدله مجلس الأمة وأعضاء مجلس الوزراء عام 2006، وبمثل الطريقة التي أقر بها يتم التعديل عليه، خصوصا منطوق المادة 27 التي تفتح نافذة إلى السجن المركزي.

 فالمسؤولية إذن مسؤولية النواب بالدرجة الأولى ووزير الإعلام كطرف مسؤول ومباشر، ويفترض ألا يكون موضوع كهذا مادة تجاذب بين "معارضين" و"موالين" سواء للزميل الجاسم أو لسمو رئيس مجلس الوزراء، كما يجب ألا يكون هذا الموضوع مادة لبعض السياسيين داخل مجلس الأمة وخارجه للتأليب على الوسائل الإعلامية بوصف بعضها بالإعلام الفاسد، لأن هذا الوصف سلاح ذو حد واحد: ستستغله الحكومة للانقضاض على ما تبقى من طعم لقانون المطبوعات والنشر لاسيما بعد تغليظ العقوبات المالية وغرس قائمة المحرمات في المادة 19 منه، وهذا شيء وارد جدا لأن الحكومة يومها ستقول لنا: "سنحميكم من الإعلام الفاسد"... ولكن بمزيد من التشديد.

ثاني دوافعي للكتابة هو أن تقوم جمعيتا المحامين والصحافيين "الخاملتان" بدورهما المهني المطلوب تجاه القانون، وأقصد قانوني المطبوعات والنشر، والجنائي. فالواجب على كلا الجهتين ممارسة دورهما المهني والأخلاقي تجاه التغيير، كل حسب تخصصه كجمعية نفع عام.

 رأيت جمعا من المحامين بأروابهم السوداء قادمين مشيا على الأقدام إلى ساحة الإرادة في آخر تجمع شعبي اشترك فيه الصالح والطالح لنصرة "الجاسم"، ولم نر إلى اليوم أحداً قد تقدم بتعديل مكتوب على القانون إلى البرلمان... الكل "يتكلم" عن التعديل!! جمعية الصحافيين هي الأخرى لا تريد حتى الذهاب إلى السجن لتطمئن على ابنها "المهني"!

أما الدافع الثالث فهو شخصي أوجهه إلى أفراد عائلة الزميل الجاسم، فهم يقومون وبدافع عاطفي بالتحرك على الأرض من أجل خلاص ونصرة فرد عزيز عليهم، وهو حق مشروع نعين عليه ونباركه، ونصيحتي هنا أن تكون روحهم في الدفاع عن "الأب" أو "الأخ" محمد من زاوية شن هجوم وانتقاد لمن شرع القانون وأجازه لأن هذا هو لب الموضوع رغم كل الجراحات.

وأخيرا أود أن أقول إن هذه القضية سيّرتها الكراهية والبغضاء التي تلف مجتمعنا بجميع طوائفه... ليت الجميع يتسامح لنرجع إلى الرشد والعقل، فحتى الخصومات السياسية لها أصول وأدوات. ولنسأل كل كويتي محب لبلده: هل من الإنصاف لبلدنا الكريم أن يُسجَن أناس كتبوا أو قالوا كلاما؟... من لا يعرف الإجابة فليستعن بصديق. ولتحيَ الكويت.