يمن سعيد؟؟ ربما
هو السلام إذاً، والنهج السلمي في التغيير رغماً عن وجود السلاح، ربما هي الرسالة التي نستطيع استخلاصها من الحراك الشعبي في اليمن حصرياً واستثناءً.فنحن اليوم، وبعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على بزوغ الربيع العربي وحراك التغيير المستحق في عدد من الدول العربية ذات الحكم الشمولي، تشخص أبصارنا على الصراع الشعبي مع رئيس أو سلطة أو نظام، ومكونات ذلك الصراع، ومعطياته السياسية، وكيفية تسلسل الخطوات الدافعة باتجاه إسقاط النظام أو الرئيس.إلا أن ما هو خارج الصورة التقليدية للصراع السياسي الذي قد ينتهي برحيل الرئيس أو الاستمرار في الحالة الصراعية حتى حين، هو ولادة يمن جديد، فالممارسة الشعبية المنعتقة من قيود التقاليد القبلية والطائفية لابد أنها جعلت وخلقت واقعاً جديداً يتجاوز بمراحل سقوط رئيس أو مراوحته بين هنا وهناك.
الشعب اليمني شعب مسلح من رأسه إلى أخمص قدميه، وهذا ما يجعله استثناءً، ومع ذلك فقد فرضت المطالبة السلمية نفسها على المنهج والفكر وثقافة السلاح السائدة في اليمن، بل إن محاولات حثيثة من قبل النظام ليستدرج الشباب ويستفزهم لاستخدام السلاح لم تنجح، وظل الثوار على موقفهم السلمي. وعساهم يثبتون فذلك مصدر قوتهم وربما إبداعهم وخروجهم عن المألوف في ساحة التغيير بصنعاء، والساحات الأخرى في تعز وعدن والحديدة وغيرها من المدن اليمنية، هناك يمن جديد ينخلق ويتشكل ويتكون، يمن تسود فيه ثقافة الإنسان والمساواة وتتوارى فيه ثقافة السلاح والتمييز. إنه يمن يتجاوز مجرد سقوط رئيس وصعود رئيس آخر، ويبدأ فيه المجتمع، رغم كل المصاعب، ببناء رؤية وطنية شاملة، إنسانية، ففي تلك الساحات أُتيح للشعب اليمني فرصة لبناء الحرية والحوار والتواصل والاتفاق على مبادئ عامة. ومع إدراكنا لصعوبة التحولات في اليمن بسبب الطبيعة الاجتماعية المركبة والمعقدة، إلا أن ساحات التغيير مثلت نموذجاً لعله يتطور ليصبح اليمن سعيداً حقاً.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة