عقد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان أمس، اجتماعاً برئاسة الرئيس ميشال سليمان، بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء الدفاع إلياس المر والداخلية زياد بارود، والمال ريا الحسن والاقتصاد محمد الصفدي، والخارجية علي الشامي، بالإضافة إلى الأمين العام للمجلس العميد عدنان مرعب، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل، وذلك لمناقشة خطة تسليح الجيش وتداعيات أحداث برج أبي حيدر، بالإضافة إلى بحث التوصيات المرفوعة من اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف تفشي السلاح، والتي انعقدت أمس الأول.

Ad

وتواصل أمس، السجال والاتهامات بين مختلف القوى السياسية على خلفية أحداث برج أبي حيدر.

وفي هذا السياق، رفض عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" النائب نوّار الساحلي التعليق على شعار "بيروت مدينة منزوعة السلاح"، معتبراً أنّ "هذا الأمر حق يُراد به باطل".

ورأى الساحلي أنّه "تمّ استغلال هذه الأحداث بطريقة لا تخدم بيروت ولا أهلها ولا لبنان ولا الوحدة الوطنيّة والوحدة الإسلاميّة"، معرباً عن أسفه لتضخيم الموضوع وإعطائه حجماً أكبر من حجمه بهدف إدخاله في الزواريب الضيّقة".

وعن الدافع إلى امتلاك جمعيّة "المشاريع الخيريّة الإسلاميّة" السلاح، وهل "حزب الله" هو الذي سلّح عناصرها، أجاب الساحلي: "نحن في لبنان، ولا أعتقد أنه يوجد منزل لا توجد فيه قطعة سلاح، وعند حصول أي خلاف تجد البعض يلجأ إلى استعماله، وبالتالي فإن هذه المشكلة موجودة تاريخياً في البلد، وحلّها ليس سهلاً، وبالتالي يجب درسها بطريقة هادئة وليس كردّة فعل". وأضاف: "لا أعتقد أن جمعيّة المشاريع وحدها هي التي تملك السلاح، ففي أحداث 7 أيار 2008 رأينا أسلحة متوسطة وأكثر من متوسطة مع تيار المستقبل وغيره، والقوّات لديها سلاح وكذلك الكتائب".

وبشأن انتقال ملف تفشّي السلاح من اللجنة الوزاريّة إلى المجلس الأعلى للدفاع، وإذا كانت هذه الخطوة تطمئن "حزب الله"، قال الساحلي: "الموضوع من الأساس لم يكن يعنينا، فالكلام عن السلاح ربما يعني الآخرين، ونحن كما قلنا نثق بالجيش ونتمنى ألا يستغل هذا الموضوع لغايات سياسيّة وضيّقة، وإذا أحيل الأمر إلى المجلس الأعلى أو إلى لجنة وزاريّة فنحن نتابع الموضوع لنبني على الشيء مقتضاه".

في المقابل، شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال على ضرورة أن "تتدخل الحكومة اللبنانية لحماية الممتلكات والمساجد"، لافتاً إلى أن "المقاومة لا تكون في بيروت ولا في أي منطقة أخرى، بل في الجنوب بمواجهة العدو الإسرائيلي".

في سياق آخر، أكدت مصادر أمنية لموقع "لبنان الآن" الإلكتروني ما تم تداوله عن توقيف مخابرات الجيش اللبناني شخصين بشبهة التعامل مع إسرائيل. وأوضحت هذه المصادر أن "وحدة من مخابرات الجيش داهمت أمس الأول (الاثنين) بلدة بريتال واقتادت شابين من البلدة بعد توافر معطيات أمنية تشير إلى احتمال تورطهما في التعامل مع استخبارات العدو الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أنّ "الموقوفين نُقِلا مباشرة إلى مقر قيادة الجيش للتوسع في التحقيق معهما وتبيان خيوط القضية كلها".