تزامناً مع وصول وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إلى إسرائيل في أول زيارة رسمية له لمنطقة الشرق الأوسط، أعلنت إسرائيل إرجاء استئناف «الحوار الاستراتيجي» مع بريطانيا، ما لم تراجع هذه الأخيرة قانوناً يسمح لمواطنيها برفع دعاوى في القضاء البريطاني ضد أشخاص أجانب ارتكبوا جرائم حرب، الأمر الذي يعرقل زيارات عشرات المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين للندن.  وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أمس، إن «عدم تمكن المسؤولين الإسرائيليين من التوجه الى بريطانيا سيحتل الأولوية في برنامج هذه الزيارة بالنسبة إلينا». وكانت إسرائيل قد حصلت على وعود من الحكومة البريطانية السابقة والحالية أيضاً بتغيير القانون.

Ad

من ناحيته، قال هيغ في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرت أمس: «لدينا مشكلة ونعترف بذلك»، إلا أنه أضاف أن التعامل مع المشكلة قد يستغرق شهوراً، وأوضح: «هذا نظام برلماني. تمرير قانون جديد يستغرق شهوراً. وخلال الأسابيع المقبلة سنقدم مشروع القانون الجديد إلى البرلمان وسنسعى إلى تمريره خلال الدورة البرلمانية الحالية».

ووصل هيغ الى القدس مساء أمس الأول في أول زيارة رسمية له لمنطقة الشرق الأوسط تشمل إسرائيل وفلسطين ومصر منذ تعيينه في المنصب في مايو الماضي.  والتقى هيغ أمس الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، وبحث معهم موضوع استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين. وكانت تقارير إعلامية أشارت الى أن هيغ سيبحث الملف النووي الإيراني مع المسؤولين الإسرائيليين.

في سياق آخر، ألغت وزارة الخارجية الإسرائيلية أخيراً مناقصة داخلية لتعيين سفير جديد في أنقرة وسط توقعات بعدم تعيين سفير جديد وخفض مستوى التمثيل الإسرائيلي في تركيا على خلفية تدهور العلاقات بين الدولتين. وقالت صحيفة «معاريف» إن التقديرات في إسرائيل هي أن تركيا لن تسمح بوصول سفير إسرائيلي إليها، وأن هذا هو السبب الأساسي لاتخاذ وزارة الخارجية الإسرائيلية قراراً بتجميد مناقصة على منصب السفير في أنقرة. وسينهي السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي مهامه في الصيف المقبل ويعود إلى إسرائيل. يُذكَر أن تركيا كانت قد سحبت سفيرها في تل أبيب في أعقاب الأحداث الدموية التي رافقت الهجوم على «أسطول الحرية» التركي، وقتل القوات الإسرائيلية التي اعترضته في عملية عسكرية عنيفة 9 نشطاء أتراك.

انفجار غزة

إلى ذلك، تضاربت الأنباء بشأن انفجار سيارة أمام المقر الرئيس لشرطة حكومة حماس المعروف باسم «مدينة عرفات للشرطة» وسط مدينة غزة أمس، ما أسفر عن مقتل مواطن فلسطيني.   وأعلنت السلطات التابعة لـ«حماس» أن سيارة مفخخة انفجرت أمام المقر إلا أنها عادت وأكدت أن الانفجار سببه غارة إسرائيلية.

واكدت مصادر فلسطينية، أن المستهدف هو محمد جمال النمنم 27 عاماً، وهو ناشط في العمل العسكري في القطاع.

وفي وقت لاحق، أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن قتل النمنم الذي وصفه بأنه قيادي في "جيش الإسلام" في غزة التابع لتنظيم "القاعدة"، مؤكداً أنه متورط، خصوصاً في تنظيم "هجمات ضد الإسرائيليين بينها هجوم ضد أهداف أميركية".

(القدس، تل أبيب - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)