في عام 1967، وعندما نشر مارشال مكلوهان أستاذ الاتصال في جامعة تورنتو كتابه الذي أحدث ثورة علمية تحت عنوان «الوسط هو الرسالة» حذر الباحث من أبعاد مرحلة الحداثة والتكنولوجيا، وتبعات دخول العصر التكنولوجي التقليدي عصر الحداثة في ظل مفاهيم القرية الكونية.
واليوم، ونحن نشهد القفزة العلمية التقنية التي يشهدها العالم والطوفان المعلوماتي الذي يجتاحنا، فرض هذا التقدم على العالم العربي أمورا كثيرة، تدعونا إلى التساؤل عن كيفية استجابة دولنا إلى التغيير المعلوماتي، وهل ساهم ذلك التحول في إنشاء مراكز للتخصصات التقنية؟ وهل طبقنا مفاهيم الحكومة الإلكترونية؟ وهل استوعبت مناهجنا التربوية وسائل التواصل الاجتماعي كـ»الفيس بوك» و»تويتر» وقامت بتعريف الطلبة بمواثيق حسن استخدام الإنترنت؟علينا أن نعي أننا نعيش فترة الانقلاب المعرفي، فقد دخل الحاسوب إلى المنازل بمقدرته الإنترنتية الفائقة والبنى المعرفية، ودخل المؤسسات التعليمية، وعلى الرغم من الأبحاث التي تسلط الأضواء على الاستخدامات الإيجابية والسلبية للإنترنت فإن ذلك لم يمنع المنتديات الرقمية من التحول إلى مواقع اجتماعية عالمية، جاذبة إليها الأضواء في العالم العربي، حتى تحولت إلى أداة من أدوات الحراك السياسي، الأمر الذي بدا واضحا في إحداث شباب «الفيس بوك» ثورة مصر وغيرها من التجمعات الافتراضية.ونحاول كباحثين قياس تأثير المنتديات السياسية الإلكترونية على مفاهيم عديدة كالمواطنة والشعور بالانتماء، بالإضافة إلى القضايا الإنسانية العالمية، ونسعى إلى استقصاء الآراء حول شعور الشباب حيال الأحداث التي يمر بها العالم العربي، وما نستقرؤه حتى يومنا هذا هو تأثر الشباب الكويتي بأقطاب العمل السياسي والأسماء المعروفة في الحكومة والبرلمان، وخير دليل هو دخول الشباب إلى عالم «تويتر» ومتابعة «أهل السياسة» من ناشطين ونواب ووزراء أيضا؛ رغبة منهم في التواصل الشخصي والحصول على المعلومة من المصدر دون «فلترة» الصحافة وقوانين المرئي والمسموع.ومن الناشطين في عالم «التويتر» كتّاب المقالات اليومية كمحمد الوشيحي الذي بلغ رصيده أربعة عشر ألف متابع، أي «فولوارز» باللغة الإنكليزية، وابتهال الطاهر التي بلغ رصيدها ألفين وخمسمئة متابع، والناشط محمد الجاسم الذي يتبعه ثلاثة عشر ألفا. أما النواب فالدكتورة أسيل العوضي بلغ رصيدها ستة وعشرين ألفا، ومرزوق الغانم سبعة عشر ألف متابع، أما اللاعب الحكومي الجديد في «ملعب التويتر» فهو الوزير الشيخ أحمد الفهد الذي بلغ رصيده خمسة وعشرين ألفا من المتابعين.واليوم، بعد قيام العديد من المحللين السياسيين بإلقاء التهم على «الفيس بوك» و»التويتر» كشريكين في عالم التحريض على الثورات والحركات السياسية، نتساءل: هل ستحكم الأنظمة العربية القيود على وسائل الإعلام والتواصل الإلكتروني؟ أم ستسعى الهيئات القانونية إلى تطوير قوانين النشر الإلكتروني لملاءمة الواقع الافتراضي الجديد؟وأخيراً وليس آخراً يقف الزمن أمام تحد كبير لم يمر به من قبل من تسارع الأحداث والتطورات التقنية المذهلة والتشكيل الاجتماعي الجديد المفروض على البيئة الاجتماعية الافتراضية، ونقف مذهولين أمام المنظور الاجتماعي الجديد للتقنية.كلمة أخيرة: شكراً لرجال الشرطة على صبرهم أمام التهور الشبابي على الطرقات، وبانتظار تغليظ العقوبات على متجاوزي السرعة ومثيري الشغب المروري من الشباب المستهتر.
مقالات
الإنترنت... تواصل وتغيير
01-03-2011