في ذكرى الفالنتاين

نشر في 14-02-2011
آخر تحديث 14-02-2011 | 00:00
 علي محمود خاجه عذراً لمن يبحث عن سياسة أو قضايا دائرة حالياً محلياً أو عربياً، فلن يجدها هنا، فأنا مؤمن بأن مشاعرنا أهملت في زخم القضايا المتلاحقة، ومن واجبنا عليها أن نخصص لها وقتاً يسيراً كما هي الحال بالنسبة لي اليوم.

لا أحد ينكر أنه أجمل شيء في الوجود على الإطلاق، فهو بكل أشكاله جميل، وهو بكل حالاته رائع، لعل ما يميزه هو أنك تتذوق من خلاله طعم الحياة فتذوق الفرح والحزن والمرارة والشوق والحنان والزعل وغيرها من أطباق الحياة الشهية.

نعم هو الحب، الذي لا يوجد مخلوق في الدنيا إلا يبحث ويناضل من أجل الحصول عليه والوصول إليه.

إن ما يميز الحب عن غيره من أمور أنه لا يخضع للوائح أو قوانين بل إن لذته هي أن يكون بلا قانون، حراً طليقاً لا يعرف قيداً أو أسراً، هي أن تجده يأتي فجاة ولا يرحل وإن رحل جسدك، هي أن تبتسم لا إرادياً متى ما مرّت كلمة حب أو صورة جميلة تذكرك بمن تحب، هي أن تغمرك الفرحة حينما ترى من تهواه في مكان دون أن تتوقع أنك ستراه، هي أن تكتشف طعماً فريداً لا تشبعه.

ولكي تكتمل صورة الحب بأبهى صورها فهي تستوجب أن يجد الإنسان أن من يهواه بجنون يبادله الإحساس نفسه، فمن منا لم يحب؟ ومن منا لم يتمنَّ أن يكون شخصاً ما هو نصفه الآخر؟! وكم منكم يتخيل شخصاً ما بعينه وهو يقرأ هذي الكلمات، أعتقد أن مسألة الحب غير مقتصرة على مدى حبنا للطرف الآخر أو مدى استعدادنا لمنحه كل ما تزخر به أفئدتنا من عاطفة، بل هو مقدار ما هو ممكن من أن نتبادل العطاء معا لا أن يكون هناك مانح، وهناك متلق فحسب، وهنا تكمن المعادلة الصعبة جدا، قد يعتقد البعض أن حبه للطرف الآخر من الممكن أن يجبر ذلك الطرف على أن يبادله نفس الحب، ولكننا سنعود بذلك إلى نقطة البداية وهي الإجبار على الحب، وهو أمر غير صحيح، فكما قلنا إن الحب لا يخضع لقانون أو معادلة رياضية.

«اعشق بجنون+ قدم كل ما تستطيع لمن تحب= أن يعاملك من تحب بنفس الطريقة».

هذه المعادلة غير صحيحة أبداً في الحب، وكذلك هي الحال مع «لكل فعل ردة فعل» لنيوتن، فهو أمر لا ينطبق على الحب، فلا يكابر أحدكم ويعتقد أنه سيجبر من يحب على أن يحبه، اصرفوا النظر عن هذه الحالة التي إن نجحت فسوف تكون زائفة وغير واقعية أبداً.

الحل إذن أن تجد من يستهويك قلبه بقدر ما يستهويه قلبك، وهو بحث قد يكون شاقاً للبعض، وقد يكون سهلاً للبعض الآخر، ولكنه الحل الوحيد وتبعاته تفوق الوصف في الروعة.

آخر الكلام:

(الحب إنسان... وعنده لسان... ويتكلّم... ويعرف يفرح ويتألم... بس يختلف عن بقية البشر... ما يعرف يخون... ولا عمره غدر... وعنده إحساس.. . قدر «وايد» يحطم ناس... كان الخوف عنوانهم... وكلمة ياس نيشانهم... «بس اهوا» ما يعرف الياس... ولا يعرف له أي عنوان.

الحب إنسان... فيه بركان... من الشوق ومن الذوق... وحرية ما لها أي طوق... الحب «غريبة أطباعه»... ولا يهمّه «منو باعه»... و«إهو زعلان... يظل فرحان».

الحب إنسان... ما يعرفك لمصلحة... ولا بفلوسك تربحه... و»محّد قدر» يلغيه أو يمسحه... وما يسلاك لمّا تموت... ولا يعتبرك من الماضي تمر وتفوت... ولا يعرف أبد نسيان.

الحب إنسان... الحب حلم وواقع... ومهما صار يظل عن نفسه يدافع... هذا الحب يا السامع... ياليت منّه تتعلم... «كيف الواحد يكون إنسان»).

ملاحظة: الأسطر السابقة مقال قديم لي في مجلة «أبواب» العزيزة مع بعض التعديلات رأيت أن يوم 14-2 موعداً مناسبا لنشرها... وكل عام ومن نحب بخير.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top